مع تجدد الظروف المناخية القاسية في كل عام، لا يزال آلاف النازحين السوريين في مناطق البقاع والجنوب وبيروت وشمال لبنان، يرزحون تحت وطأة العواصف والثلوج في ظل نقص المساعدات وسوء تنظيمها.
الأرقام الرسمية للمفوضية العليا للاجئين تتحدث عن 70 ألف إنسان في وضعية الخطر، أكثر من نصفهم من الأطفال، ضمن 850 مخيماً، حيث لا تتوفر لديهم أدنى مقومات الصمود أمام العواصف العادية التي تتكرر شتاءا في المنطقة، وذلك نتيجة لعدم تخصيص المبلغ المتطابق مع الحاجة من التبرعات للبنان، خصوصاً في ظل اهتراء البنية التحتية اللبنانية وسوء الظرف الاقتصادي.
وقد بينت العاصفة “نورما” والعاصفة الحالية “ميريام” سوء الجهوزية من قبل المعنيين، وهشاشة وضع هؤلاء النازحين، ومنذ أيام، يواصل فريق مؤسسة عامل الميداني تقديم الدعم والمساعدة في المناطق التي يتواجد فيها، خصوصاً في مناطق البقاع، إذ تحوّل الباص التعليمي الخاص بالمؤسسة إلى آلية انقاذ للنازحين الذين فاضت خيمهم بالمياه والثلوج، الذين يتم نقلهم مؤقتاً إلى مراكز إيواء تقدمها البلديات. خسر معظم النازحون مقتنياتهم المتواضعة ولكن التي لا يمتلكون سواها، مثل الأحذية، الحرامات، الفرش وغيرها، وهذا ما دفع عامل للقيام بالتعاون مع مؤسسات شريكة لتقييم الحاجات وجمع تبرعات وشراء مواد متطابقة معها.
وإلى جانب تعويض الأضرار والكشف الطبي عبر عيادات المؤسسة النقالة، يقوم فريق الدعم النفسي- الاجتماعي بتنظيم نشاطات للأطفال في مراكز الإيواء لحماية الأطفال من الدخول بالصدمة أو بأزمات نفسية تزيد من حالتهم الموجودة أصلاً نتيجة لأوضاع التهجير واللجوء والظروف الاقتصادية المعدومة، وذلك يتزامن مع الاتصالات التي تقوم بها عامل لحث شركائها الأوروبيين على المساهمة في مساعدة هؤلاء الضحايا، خصوصاً وأن أوروبا التي تغلق أبوابها وحدودها في وجه اللاجئين، وتساهم في استمرار الصراع في سوريا، يجب أن تتحمل مسؤولياتها اتجاه لبنان الذي يساعد سوريا.
وقد أطلقت مؤسسة عامل نداءاً محلياً لحث الناس على التضامن مع النازحين وتقديم المساعدات الممكنة، وقد لاقت استجابة لا بأس بها من مختلف المناطق اللبنانية وخصوصاً في بيروت، حيث بادر أفراد وجهات لتقديم مساعدات عينية تم تصنيفها ونقلها مباشرة إلى البقاع وهي توزع حالياً على النازحين، فيما سيشهد الإسبوع القديم حملة مساعدات كبيرة تنظمها مؤسسة عامل بدعم من منظمة MEDICO للعائلات الأكثر تضرراً ضمن مخيمات البقاع وجنوب لبنان، ولا تزال هناك حاجة لمزيد من التبرعات لأن حجم الأضرار كارثي.
وقد كانت الأمم الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة قد حذرت منذ أشهر من حدوث ”فجوة كبيرة“ في التمويل المطلوب للاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم في العام 2019، قد تؤدي إلى تقليص خدمات حيوية، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي في الدول التي تستضيف اللاجئين ويهدد مستقبل اللاجئين، وها نحن اليوم بدأنا نشهد تداعيات هذا الأمر، لذلك تدعو المؤسسة لضرورة صرف المساعدات والمنح المالية على حاجات النازحين وليس الأمور الإدارية واللوجستية.
وتعتبر مؤسسة عامل الدولية أن حل مسببات هذه الكوارث التي تطال النازحين في كل فصل شتاء لا يكون فقط بالمساعدات الطارئة، إنما بايجاد حلول مستدامة تقي الخيم والنازحين من تكرر المآسي عبر خطة عمل مشتركة بين المنظمات الانسانية والبلديات والممولين، ريثما ينوجد حلاً ساسياً للأزمة السورية وتنتهي الحرب بشكل كامل.
إن استجابة مؤسسة عامل الدولية وباقي المنظمات لهذه الأزمة يأتي ضمن الخطة التي أطلناها في العام 2012، لتخطيط التعامل السريع مع الكوارث وايجاد الحلول والسبل لتدارك النتائج والآثار، ضمن حالات الطوارئ والاستجابة الميدانية السريعة.
إن مؤسسة عامل تعتبر أن كل ما نقوم به غير كافٍ والمطلوب تعزيز ثقافة التضامن مع النازحين ومع الفئات الشعبية في لبنان وتأمين المبالغ الضرورية حسب حاجات المجتمع المضيف والنازحين.
إن كنتم ترغبون في أن تكونواً جزءاً من هذه الحملة الرجاء التواصل مع المؤسسة على الأرقام التالية:
هشام الزايد: 71527083
غنوة سمحات: 71409308