في العالم العربي اليوم، لا يزال هناك حوالي 54 مليون أمّي، (أي 21 % من السكان) هذا إضافة إلى حوالي 13 مليون طفل تسربوا أو لم يلتحقوا بالتعليم النظامي خلال السنوات الماضية، نتيجة للأزمات والحروب التي تعصف بالمنطقة.

وقد كانت منظمة “الألكسو” قد وصفت قضية التعليم بـ”واحدة من أولى قضايا الأمن القومي العربي” فيما تعتبر الأونيسكو “أن التعليم الأفضل يؤدي إلى المزيد من الرخاء وتحسن الزراعة والحصول على نتائج صحية أفضل، وانخفاض معدلات العنف والمزيد من المساواة بين الجنسين، وزيادة رأس المال الاجتماعي وتحسن البيئة الطبيعية.

التعليم هو المفتاح لمساعدة الناس في جميع أنحاء العالم على فهم سبب كون التنمية مفهوماً حيوياً لمستقبلنا المشترك. يمنحنا التعليم أدوات رئيسية – اقتصادية واجتماعية وتقنية وحتى أخلاقية – لتبني أهداف التنمية ً المستدامة مفهوما حيوي المستدامة وتحقيقها”.(تقرير 2016) جندرياً، بحسب “الألكسو” تنتشر الأميّة لدى الذكور في العالم العربي بنسبة 14.6 في المائة، في حين تص بين الإناث إلى 25.9 في المائة، وتتراوح نسبة الإناث الأميّات في عدد من دول المنطقة بين 60 و80 %، حيث تعزو المنظمة استفحال هذه الظاهرة إلى عدة اسباب يتداخل فيها الثقافي المرتبط بالتقاليد والأعراف وثقافة الأسرة الذكورية المحافظة، مع الاجتماعي أي الزواج المبكّر والتفكّك الأسري والطلاق وغيرها، إضافة إلى العامل الاقتصادي المرتبط بالمستوى الاقتصادي المحلي والفقر والبطالة وظروف العيش والمستوى التعليمي لأولياء الأمور والمحيط عموماً.

أما بالنسبة للاجئين السوريين، فقد بينت مؤخراً أرقام وزارة الشؤون الاجتماعية أن هنالك 59% من الأطفال السوريين اللاجئين خارج المدرسة، حيث هناك 129 ألفاً و697 طفلاً غير لبناني في سن 3 إلى 5 سنوات بلا مدارس، إضافة إلى وجود 301 ألف و466 في سن التعليم الابتدائي والمتوسط (من 6 إلى 15 سنة)، و57669 مراهقاً (16 إلى 18 سنة) خارج التعليم الثانوي، وهي أرقام كارثية اذا ما قيس أثرها على مستقبل شعوب المنطقة.

وقد كانت مؤسسة عامل الدولية قد حاولت منذ العام 2012 بالتزامن مع إطلاق خطة الطوارئ للاستجابة لتداعيات الأزمة السورية، بشمل مسألة التعليم ضمن برامجها ونشاطاتها، نظراً لأهمية هذا الجانب وتأثيره على كافة نواحي حياة اللاجئين، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين. وقد جاء مشروع YLN التعليمي كإحدى المبادرات التي اتخذتها عامل في مجال التعليم، بالتعاون مع منظمتي اليونيسيف وأنيرا، في مراكزها المنتشرة في بيروت، البقاع والجنوب، بهدف تمكين مجموعة من الشباب والشابات السوريين والعراقيين والللبنانيين المتسربين من المدرسة (أو غير الملتحقين من الأساس) بين عمر 14 و24، على الصعيدين التعليمي والنفسي – الاجتماعي. يقدم هذا المشروع عدة مكونات مقسمة على مراحل وحلقات متتابعة، من ضمنها المهارات الحياتية وصفوف الحاسوب واللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات، حيث يتم إجراء اختبار مسبق لتحديد مستويات الطلاب وفقًا لذلك. يتم تصنيف المستويات من المستوى 1 إلى 7. كل دورة لمدة 37 يوم (حوالي حوالي شهرين كل دورة). وقد تم تنفيذ المشروع خلال العام 2018 في مراكز كامد اللوز ومشغرة بقاعاً، حي السلم، والشياح، وحارة حريك في جبل لبنان ، إضافة إلى مركزي صور والبازورية في الجنوب. كما تضمن المشروع جلسات التوعية وأنشطة في الهواء الطلق ونشاطات مجتمعية، إضافة إلى تدريب مهني تقني يهدف إلى إعداد ودعم المشاركين للانخراط في سوق العمل (للاجئين فوق 18 سنة). وقد أقيم حفل اختتامي في كل مركز من المراكز المشمولة بالمشروع، تم خلاله توزيع الشهادات على 260 طالباً، حيث جرى تكريم الطلاب الذي واظبوا واجتهدوا لتحصيل المعارف والعلوم والمهارات التي ستكون عوناً لهم في حياتهم العملية، وسينخرط البعض منهم في المرحلة الثانية في أنشطة التطوع والخدمة المجتمعية، فيما سيواصل آخرون الانتساب إلى دورات التنمية والتمكين المتوافرة على مدار العام في مراكز مؤسسة عامل، ليكونوا حاضرين لبناء بلادهم مستقبلاً.