مهنا محاضراً في جامعة ” بو مينتون” بدعوة من إمارة موناكو: تعزيز ثقافة التضامن كي لا يتحول الأطفال النازحين فريسة للتطرف

0
1359
مهنا في لقاء جمعه مع وزير العلاقات الدولية في موناكو جيل تونيلي والوزير الفرنسي السابق اكسافيي ايمانويلي وشخصيات أكاديمية

“في سابقة لم تحصل في التاريخ إلا خلال مجزرة رواندا عام 1994، يسجل لبنان ذو الـ4 ملايين نسمة، رقماً قياسياً جديداً، عبر استضافة مليون ونصف المليون لاجئ سوري معظمهم من الأطفال، من غير مساعدة دولية كافية، في ظل وجود حوالي 30% من الشعب اللبناني تحت خط الفقر.

76% من هؤلاء الأطفال النازحون يعيشون في ظروف مضنية تحت خط الفقر، بينما 60% منهم لا يذهبون إلى المدرسة و72 % منهم يتعرضون لعنصرية وعنف وتمييز في المنزل وخارجه، في المناطق الأكثر تهميشاً من لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية – اجتماعية حادة.

أما الفتيات القاصرات منهم، والتي تترواح اعمارهن بين 15 و19 بحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد تم تزويج 29% منهم في العام 2018، بزيادة 7% عن العام السابق.

ضمن هذه الظروف، كيف تتوقعون مستقبل المنطقة ومستقبل هؤلاء الأطفال؟ أليسوا هدفاً سهلاً وأرضاً خصبة للتنظيمات المتطرفة أو الانحرافات العديدة؟”

بهذه الوقائع والاسئلة المؤلمة، افتتح د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية محاضرته في كلية العلوم السياسية، في باريس، جامعة ” بو مينتون، التي تناولت قضية الأطفال اللاجئين في أعمال المدرسة الشتوية لهذا العام، حيث جاءت مشاركة مهنا بدعوة من إمارة موناكو وحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والسياسية و130 طالباً.

 وقد أضاء د. مهنا في مداخلته على خطة الاستجابة التي أطلقتها مؤسسة عامل في العام 2012 لاستيعاب نتائج الأزمة السورية، بما في ذلك برامج حماية الطفل والتعليم التي تطال حوالي 8 آلاف طفل سنوياً، إلى جانب الحلول الابتكارية التي اتخذتها عامل كتدابير للوصول إلى الأطفال المهمشين في المخيمات النائية غير القادرين على الوصول إلى المدرسة أو التأقلم مع المنهج اللبناني، حيث تقدم لهم دعماً تعليمياً عبر وحدتي تعليم نقالتين في منطقتي البقاع والجنوب، كما اعتبر أن ثقافة التضامن الإنساني الذي أطلقتها امل بشكل محلي ومن ثم طورتها لتصبح الحركة الأورو-متوسطية للتضامن مع اللاجئين ساهمت في نقل معاناة هذه الفئة إلى العالم، بالتعاون مع باقي الجهات والمنظمات.

مهنا محاضراً أمام 130 طالباً من كلية العلوم السياسية

وخلال الزيارة نفسها، شارك د. مهنا في ورشة عمل مع طلاب كلية العلوم السياسية في مداخلة تفاعلية تحدث من خلالها حول أهمية الشراكات العادلة بين دول الشمال والجنوب، وأهمية العمل الإنساني العادل الذي يساهم في الحد من عدم المساواة والنموذج المدني غير الطائفي الذي تقدمه مؤسسة عامل في العالم، خصوصاً بعد تطورها على المستوى الدولي لتعمل من أجل التغيير في جميع أنحاء العالم، وقد رشحت 3 مرات لجائزة نوبل للسلام، وقد رشح الوزير السابق البروفيسور جورج قرم هذا العام د. كامل مهنا رئيس المؤسسة لنيل الجائزة.

وقد شرح حول فلسفة عامل التي تصمد ضمن منظومة لا تشبهها لـ40 عاماً وتحقق انجازات، والتي تقوم على خمسة محاورتتخلص بأن العمل الإنساني لا يمكن أن يكون فعالاً من دون التزامه بقضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب ضرورة رفض ازدواجية المعايير بين الشرق والغرب والنضال من أجل توزيع عادل للثروات وإقامة دولة العدالة الاجتماعية، وهي مؤسسة مستمرة في بذل رسالتها التغييرية عبر 24 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين ووحدة رعاية لأطفال الشوارع بقيادة 800 عامل من جيل الشباب والشابات وذوي الخبرة المؤيدين بالمعرفة والأدوات وطبعاً الالتزام الأخلاقي والإنساني.

كما انتقد أداء الحكومات وخاصة في أوروبا القلعة التي تقفل حدودها أمام النازحين، خرقاً للقوانين التي تدّعي حمايتها، ومغادرة السياسة الانعزالية والشعبوية نحو التضامن معهم ومساعدتهم، بانتظار الحلول السياسية، واعتبر أن دعم لبنان ليستمر في احتضان العدد الهائل للنازحين السوريين واجب دولي.

واجتمع مهنا في نهاية الزيارة مع حاكم موناكو السيد سيرج تيل ووزير الشؤون الخارجية والتعاون  السيد جيل تونيللي، والدكتور إكزافييه إيمانويلي، الوزير الفرنسي السابق والرئيس المؤسس لمنظمة ساموسوسيال إنترناشيونال، حيث تساهم إمارة موناكو في بناء مركز صحي – اجتماعي في دورس – بعلبك بالتعاون مع مؤسسة ميريو وبلدية دورس بإدارة مؤسسة عامل الدولية.

رئيس الوزراء في إمارة موناكو سيرج تيل مع د. كامل مهنا
مهنا مع وزير العلاقات الدولية في موناكو جيل تونيللي