احتفلت بلدة دوريس البقاعية بأهاليها ورسمييها وضيوفهم المانحين، بوضع حجر الأساس لمركز صحي لرعاية الأم والطفل الذي سيضاف إلى مراكز مؤسسة عامل الدولية المنتشرة في البقاع منذ 40 عاماً.
وسيكون مركز دوريس متخصصاً برعاية الأم والطفل، من الناحية الصحية بشكل أساسي بالتوازي مع التوعية ومشاريع التنمية وتمكين المرأة وحماية الطفل، وستقوم مؤسسة عامل بإدارته عبر فريقها المُدرب بناء على خبرتها العميقة في المنطقة، وعملها مع المحليين واللاجئين، حيث ستكون النساء والأطفال هم في مقدمة الضحايا الذين سيكون المركز في خدمتهم، لرعايتهم والاستجابة لحاجاتهم وخصوصيات أوضاعهم ومن ضمنها تخصصات صحية في مجال الطب النسائي، التوليد وطب الأطفال. كما سيحرص المركز على رعاية الفئات الضعيفة والمهمشة في منطقة سهل البقاع، عبر فريق مؤسسة عامل المدرب والخبير بشؤون المنطقة الاجتماعية والصحية نتيجة لخبرته العميقة وعلاقته الوطيدة مع الأهالي منذ وقت طويل.
سيتكفل المشروع بتمويل 500 معاينة وتحليل مخبري شهرياً ولمدة عامين من تاريخ افتتاحه، لابناء المنطقة والنازحين على حد سواء، وسيتم إحالة المرضى عند الضرورة إلى منظمات مختصة أخرى (للتسليم و / أو العلاجات الثقيلة و / أو الدعم الاجتماعي المتخصص) إضافة إلى تنظيم جلسات التثقيف الصحي داخل المركز لتحسين الوقاية من المخاطر الصحية.
وقد جرى الاحتفال بحضور محافظ بعليك الهرمل بشير خضر، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني ممثلا برئيس مصلحة الصحة في المحافظة الدكتور محمود ياغي، وزير العلاقات الخارجية والتعاون في حكومة موناكو جيل تونيللي، النائبين علي المقداد وإميل رحمة، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد الركن حسين خير الدين، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان النقيب الدكتور خليل أحمد قاسم، ممثل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الرائد غياث زعيتر، قنصل موناكو في لبنان بشارة الخوري، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، ممثلة السفارة الفرنسية ستيفاني سالا، رئيس اتحاد بلديات بعلبك نصري عثمان، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين لقيس، رئيس بلدية دورس العميد نزيه نجيم، ممثل راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة الأب جوزف كيروز، رئيس مؤسسة “عامل” الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان الدكتور كامل مهنا إلى جانب رئيس مؤسسة “ميريو” آلان ميريو ومسؤولتها في لبنان السيدة جوزيت النجار، وفاعليات سياسية وصحية واجتماعية
وقد ألقيت كلمات في المناسبة، استهلها نائب رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق شحادة الذي اعتبر أن هذا المركز هو حلم الأهالي القديم الذي يتحقق بهمة الملتزمين بالإنسان. تلاه المحافظ خضر الذي جاء في كلمته: “اليوم نضيء شمعة لتساهم في تبديد الظلام والإهمال الذي تعانيه هذه المنطقة منذ عقود من الزمن. وليس صحيحا أن أهل بعلبك الهرمل كانوا خارجين عن الدولة، لكن الدولة كانت خارجة عنهم وعن تقديم الخدمات لهم لعشرات من السنين“.
من جهته اعتبر العميد نزيه نجيم رئيس بلدية دورس أن بلدة دورس والتي “قد تحملت عبئا كبيرا وضع على كاهلها مضافا إلى أعبائها ألا وهو عبء النزوح السوري، لكننا وبرغم إمكاناتنا المحدودة كنا على قدر المسؤولية وتحمل المصاعب وتلبية نداء الانسانية، حيث استطعنا أن نستوعب ما يزيد عن أربعة آلاف نازح سوري في نطاقنا الجغرافي موزعين على سبع مخيمات وبعض المنازل، وهم يعانون وضعا إجتماعيا صعبا ومساكن غير آمنة ترزح تحت رحمة الطبيعة والمناخ، ووضع صحي سيىء نتيجة ضعف الرعاية الصحية لهم وللبنانيين عموما“.
أما نائب بعلبك د. علي المقداد فشكر في كلمته كافة المشرفين على هذا المشروع وخص بالشكر الطبيب الإنساني المناضل من اجل مصلحة الإنسان في لبنان د. كامل مهنا، معتبراً أن الرعاية الصحية بالطفل والأم هي من المهمات الرئيسية وشكل من اشكال الجهاد“.
من جهته شكر د. مهنا كافة المساهمين بتحقيق هذا الإنجاز، معتبراً أن أهالي دوريس، الذي قدموا أنموذجاً مميزاً لوحدة العيش المشترك، في بلدتهم، يستحقون منا تكريماً والتفاتاً لأوجاعهم، وهذا المركز سيكون بمثابة عربون الامتنان“، مشيراُ إلى أن بناء هذا المركز، يأتي استكمالاً لجهود مؤسسة عامل والتزامها بإنماء منطقة البقاع المهمشة منذ فجر الاستقلال، وسيضاف إلى مراكزها المنتشرة بقاعاً منذ أربعين عاماً، في عرسال، العين، شمسطار، كامد اللوز، مشغرة، وعياداتها النقالة التي تتجول في أكثر المناطق تهميشاً وتعمل على ايصال الرعاية إلى النازحين السوريين غير القادرين على اللجوء إلى المراكز المذكورة. وأضاف: إن مؤسسة عامل التي تساند الإنسان في لبنان عبر 24 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتين تعلميتين وأخرى مختصة برعاية أطفال الشوارع في بيروت، ترفض سياسة إقصاء البقاع الممنهجة، وهي تعمل عكس الثقافة المهيمنة في لبنان والعالم العربي المتمثلة بالعودة إلى الانتماءات الأولية الضيقة! وشعارها الأساسي هو: كيف نعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته الدينية أو السياسية أو الثقافية. وحيّا مهنا في ختام كلمته بلدية دوريس ومحافظ بعليك – الهرمل ومؤسسة “ميريوي” وإمارة موناكو الذي جعلوا من هذا الحلم ممكناً وساهم كلاً منهم على طريقته في تسهيل الاجراءات اللوجستية ووضع المشروع قيد التنفيذ، وخصوصاً إمارة موناكو التي تساهم في تمويل المشروع ومؤسسة “ميريوي” التي ستكون المشرفة على تنفيذ البناء وتمويله ووزارة الصحة اللبنانية وكذلك المتابعة اليومية مع العزيزة السيدة جوزيت نجار، ممثلة مؤسسة فونداسيون ميريوي في لبنان.
وكانت كلمة للسيد الان ميريوي فأشار إلى سعادة المؤسسة لدعم لبنان عبر شراكات ومشاريعع في مجال الصحة ومن ضمنها إنشاء مختبر في الجامعة اليسوعية لبيروت، الذي كانت بمثابة المقدمة لإنشاء شبكة مختبرات في لبنان. وتلاه مشروع للتضامن مع المرأة والطفل بالتعاون مع إمارة موناكو ومؤسسة عامل. “أعتقد أن مركز رعاية الأم والطفل في دورس هو رسالة صداقة وإنسانية وسلام“.
من جهته اعتبر الوزير تونيللي الذي يزور لبنان للمرة الأولى أن المركز المرتقب هو مثال رائع على مدى الأهمية التي يوليها الجميع لصحة ورفاهية أبناء هذه المنطقة. هذا المركز هدية للنساء والرجال والأطفال الذين يتحدرون من دورس أو أي مكان آخر، مهما كان انتماؤهم، وسيجدون في هذا المكان إستجابة، حلولا، واستماعا لمشكلاتهم. وهنا أفكر على وجه الخصوص في الأطفال الذين يجب أن نقدم لهم أكبر قدر من الحماية من أجل ضمان مستقبلهم“.
وكانت كلمات لمسؤولة الرعاية في وزارة الصحة العامة في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل صفاء سليمان وممثل وزير الصحة العامة الدكتور محمود ياغي اللذان شددا على مساعي وزارة الصحة لتحسين وضع الانسان في لبنان عبر تعزيز الرعاية الصحية الأولية، من خلال شبكة وطنية تضم مراكز صحية موزعة على كافة الأراضي اللبنانية.
وختاما قدم رئيس بلدية دورس الدروع للمساهمين في نجاح المشروع. وتم وضع حجر الاساس من أجل المباشرة في بناء المشروع الذي سيُنجز خلال عشرة شهور.