زار الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية، منزل العائلة المدمر للمرة الثالثة على التوالي جراء العدوان الاسرائيلي، متفقدا أحياء مدينة الخيام التي تعرضت لعمليات نسف وتخريب ممنهج، طالت المرافق الحيوية من مؤسسات تعليمية وطبية والإنسانية والعمرانية، كما زار مهنا مركز المؤسسة الصحي الاجتماعي التنموي يرافقه مدير المؤسسة الدكتور أحمد عبود والأستاذ حسين أيوب والأستاذ أحمد سلمان والدكتور عمر نشابة، بحضور رئيس بلدية الخيام المهندس عدنان عليان. هذا المركز الذي تعرض بدوره لدمار شبه كامل بعد أن كان وطيلة عقود في خدمة ورعاية اهلنا في الجنوب في مختلف الظروف التي مروا بها، وواصل عمله عبر العيادة النقالة مع الأهالي الذين صمدوا والقرى المحيطة، قبل أن ينتقل فريقه إلى مرجعيون والى مناطق اخرى وأعلن مهنا، من بين أنقاض مركز الخيام، أن “عامل” ستواصل رسالتها في إعادة بناء الحجر وحفظ كرامة البشر عبر الاستمرار في صون حقوق الأهالي والوقوف إلى جانبهم مشيدا بصمود أهل الجنوب الأسطوري في وجه آلة الحرب والدمار، مؤكدًا أن الخيام ستبقى رمزًا للمقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني وكل شكل من أشكال الاضطهاد.
كما شدد على أن برامج المؤسسة ستتوسع لتلبية احتياجات الناس خلال مرحلة التعافي والعودة.
وقد ناقش مهنا مع فريق مركز الخيام ومسؤولة المركز ميسم حيدر، روحية العمل للمرحلة المقبلة، ونية المؤسسة توسيع برامجها والاستفادة من كل الطاقات والموارد البشرية، لتكون خطة إعادة البناء، بمثابة مشروع وطني – إنساني يضم كل الناس، ويكون انموذجاً لكل لبنان لبناء المواطنة والتعاقد الاجتماعي القائم على المساواة وحب الوطن بين كل المكونات.
ودعا الدولة اللبنانية أن تضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الفعلي، والانسحاب التام من كل شبر من الجنوب، ووقف اعتداءاتها المتكررة، وإنهاء معاناة لبنان المستمرة، لأن حق الناس في العودة إلى أراضيهم ومنازلهم هو الأولوية ، لأن حقوق الإنسان كلها أمور فوق الاعتبارات السياسية والعسكرية وغيرها.
وقال : أن لبنان، رغم كل التحديات، قادر على النهوض واستعادة عافيته بجهود أبنائه، مطالبا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه لبنان واللبنانيين.
كما توجه مهنا والوفد المرافق إلى منطقة العرقوب، حيث تفقد مركز مؤسسة “عامل” والذي واصل تقديم الدعم والاستجابة للمواطنين حتى اللحظات الأخيرة، رغم الأضرار التي لحقت به أيضا ، والتقى مسؤولة المركز فاديا ناصر والأطباء والعاملين وقد بدأ فريق المؤسسة، بمساندة المجتمع المحلي والبلدية، عملية إعادة التأهيل، ليعود المركز إلى العمل واستئناف معظم برامجه المتنوعة طبيا وخدماتيا ورعائيا .
مهنا اثنى على أهمية تضامن أصدقاء لبنان وأشقائه العرب لدعم جهود إعادة الإعمار، وإعادة الحياة والبنية التحتية للمناطق المتضررة وأكد أن مؤسسة “عامل”، التي أطلقت خطة استجابة شاملة في 200 مركز إيواء على مستوى الوطن، ستواصل تكريس جميع مراكزها الـ 40 وعياداتها النقالة الـ 24 بقيادة 2300 عامل ومتطوع يؤمنون بكرامة الإنسان وحقوقه في العيش الكريم .
وأشار إلى أن لبنان أمام فرصة حقيقية لبناء علاقة مواطنة تعاقدية، مستفيدًا من نموذج التضامن الذي برز خلال الحرب، حيث استقبل اللبنانيون، رغم الأزمات المتعددة ، أكثر من مليون نازح من مناطقهم وفي هذا السياق، أعلن مهنا عن إطلاق برنامج جديد لتعزيز التماسك والسلم الاجتماعي تحت عنوان: “الطريق نحو بناء المواطنة في لبنان”
موجها تحية إلى كل امرأة وشاب لبناني كان جزءًا من هذه المسيرة، وإلى فريق عامل الذي ظل إلى جانب الناس حتى اللحظات الأخيرة وأن التضامن هو حجر الأساس للحضارة.