نظمّت مؤسّسة عامل الدوليّة ورشة عمل، بحضور ممثلي من مراكز عامل في كل من الخيام ومشغرة، حول الدروس المكتسبة في مشروع الدّعم النفسي والاجتماعي لكبار السّن المتضرّرين من الأزمة السّوريّة.
البداية كانت بتسليط الضوء على مؤسّسة عامل الدوليّة، نشأتها وأهدافها. هذه المؤسّسة المعنيّة بصون كرامة الإنسان وتمكينه داخل المجتمعات، حرصت على مدى أربعة عقود على تطوير برامج تعنى بدعم المواطن – الإنسان والتضامن مع جميع الفئات المهمّشة. وكونها مؤسّسة صحيّة، إجتماعيّة، تنمويّة وحقوقيّة، تخلّلت الورشة عرض سريع لبرامج “عامل” المتنوّعة من البرامج الصحيّة إلى الدّعم المدرسي، فبرامج حماية الأطفال والإنتاج وبرامج تمكين المرأة والتنمية الريفيّة وغيرها، وصولا إلى مشروع الدّعم النّفسي والاجتماعي لكبار السنّ المتضرّرين من الأزمة السّوريّة الذي شكّل الحجر الأساس لورشة العمل.
برنامج رعاية كبار السّن الذي أكمل عامه السادس، يضم عدّة مشاريع من بينها الذي نفّذته مؤسّسة عامل بالتعاون مع “Caritas Germany” و” HelpAge International”، لاقى ردودا ايجابيّة في وسط مراكز عامل في كلّ من مرجعيون والبقاع الغربي.
بدورها سحر حجازي، منسّقة المشروع، أكدّت أهميّته من ناحية مساعدة المسنّين في” تحسين حياتهم وحالتهم النفسيّة والإجتماعيّة” وذلك من خلال نشاطات الدّعم النفسي والاجتماعي التي وفّرتها مراكز عامل للمسنّين. وأشارت حجازي أثناء الورشة إلى سياق تطوّر البرامج التي تعنى بالدّعم الاجتماعي للمسنّين، ففي البداية “اقتصرت البرامج على الطبخ والزراعة العضويّة ومن ثمّ شملت برامج محو الأميّة، العلاج بالفنّ، الحياكة، والمهارات الحياتية”. وعلى الصّعيد النفسي، شدّدت حجازي على أهميّة الجهود المبذولة من قبل الأخصائيين النفسيّين في مراكز عامل وذلك لناحية ” تقييم المسنّين وإقامة جلسات فرديّة ونشطات جماعيّة”.
وتضمنّت ورشة العمل عدّة مداخلات من فريق العمل في كل من مركز الخيام ومركز الحاج مهدي عيدي-مشغرة، شدّدوا فيها على أنّ تدريب كبار السنّ شكّل، في بادئ الأمر، تحدّ كبير لكل فريق العمل نسبة لصعوبة إقناع كبار السّن بفكرة التعلّم. وفي هذا السياق أشار أحمد خلف، مدرّب المهارات الحياتيّة في مشغرة، الى “أهميّة الصبر في التعامل مع كبار السّن خصوصا المعزولين منهم”. ومن جهتها أشارت الأخصائية النفسية رجاء طالب إلى صعوبة تقبّل كبار السّن فكرة المعالجة النفسيّة في البداية، وأكدّت أنّ الجهود المبذولة من قبل فريق العمل ساهمت في كسر حاجز الخوف لدى المسنّين ودفعتهم للمشاركة في جميع النشاطات. وهذا ما جعل من عامل، على مدى ستّة سنوات، مركز اهتمام للمسنّين ينسيهم مرارة الأيّام ويشغلهم عن هموم حياتهم اليوميّة من فقر وتهجير وملل.
وفي الختام، تخلّلت الورشة مشاركة الدكتور آرا كافلاكيان الذي قام بدوره بتقييم المشروع وانعكاساته على كبار السّن معتبرا أنّ النشاطات والبرامج ساهمت في تحسين الصحّة الجسديّة والعقليّة والعاطفيّة للمسنّين وفي تقدير ذاتهم، فضلا عن أنّها مكنّتهم من تطوير مهارات الإتصال والتعبير.