في خطوة استكمالية لحملة مؤسسة عامل الدولية للتضامن الإنساني مع اللاجئين، التقى د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان، شاكراً إياه على التشجيع الذي قدمته الفاتيكان لترشيح مؤسسة عامل لجائزة نوبل للسلام عام 2016 والتي جددت ترشيحها للعام الحالي تحت عنوان التضامن الإنساني بين الجنوب والشمال مع اللاجئين والفئات المهمشة، لإعادة بناء النموذج الإنساني الكفيل بتخليص العالم من خطاب الشوفينية والعنصرية الذي يهدد السلام في كل مكان من العالم.
وقد سلم د. مهنا قداسة البابا رسالة حول نهج مؤسسة عامل وانجازاتها، إضافة إلى جهودها في مجال كسب تأييد دولي لحملة التضامن التي تقودها في لبنان ومع شركاء دوليين، جاء فيها:
“نتوجه لقداستك بكل الاحترام والتقدير للالتزام والجهود التي تبذلونها لحماية وتمكين الضعفاء في كل بقاع الأرض، فجهودكم تشكل العمود الفقري لمشروع السلام العادل والتضامن الإنساني العالمي، الذي نتشارك فيه وإياكم، حيث تسعى عامل منذ تأسيسها لترجمة هذه الفلسفة في كافة أعمالها وحملاتها مع الفئات المهمشة المحلية واللاجئة، خصوصاً أنها منذ اندلاع الحرب في سورية ونزوح حوالي مليون ونصف إنسان سوري إلى لبنان، قد قدمت لهم حتى اليوم مليون وستمائة ألف تدخل وخدمة في سبيل صون كرامتهم واعطائهم الفرصة للحصول على أبسط حقوقهم”. تضيف: “وبناء على هذه الرؤية جاء ترشح عامل لجائزة نوبل للسلام العام الماضي، الذي حصل تشجيعكم خلال حملة الدعم الدولية لعامل. وتشكل هذه الخطوة، منصة حقيقية لقيادة حملة تضامنية إنسانية وايصال صوت الفئات الضعيفة إلى العالم كله، خصوصاً اللاجئين الذي تشغل أزمتهم العالم حالياً ومن ضمنهم اللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، حيث ساعد هذا الترشح على ايصال الصوت للكثير من الجهات المؤثرة حول العالم، بفضل العمل الممنهج الذي أتممناه مع النازحين السوريين في لبنان بالشراكة مع المجتمع المحلي والشركاء الدوليين”.
وقد نوهت الرسالة بدور لبنان الكبير في هذا المجال: “إن لبنان هو الدولة الوحيدة في المنطقة التي أعطت أنموذجاً فعلياً في التضامن الإنساني والاحتواء الاجتماعي، ما اظهر قدرة هذا البلد العظيمة على الحفاظ على استقراره بين مختلف المكونات المحلية ومع النازحين على الرغم من كل أزماته. فلبنان يحتضن بقدر نصف مواطنيه من اللاجئين وهو أمر لم يتكرر تاريخياً إلا بعد مجزرة رواندا. ولكن جهود السلام لا يمكن أن تتوقف هنا ولا يمكن اختصارها بأداة واحدة، لذلك نحن نأمل ونعمل على تعميم ثقافة التضامن ونشر حملة التوعية الانسانية على صعيد عالمي اتجاه ازمة اللاجئين، لذلك بادرنا للعديد من الخطوات العملية في الميدان ، إلى جانب ترشيحنا مجدداً من قبل الروفيسور جورج قرم لجائزة نوبل للسلام العادل لخدمة هذا الغرض”.
“كما نحضر هذا العام، لمبادرة على صعيد دولي، لتكون بمثابة الالتفاف العالمي حول مأساة اللاجئين تحت عنوان التضامن، حيث تتمحور هذه المبادرة حول عنوان التعاون بين الجنوب والشمال- “اللامات الثلاث” 3L (لبنان، ليسبوس اليونانية، لامبادوزا الايطالية)، هؤلاء المناطق الذين شكلوا أنموذجاً فريداً في التضامن الإنساني مع اللاجئين والضعفاء. لتكون هذه المبادرة بمثابة الترجمة العملية لهذه الحملة والالتزام بالقضايا المذكورة، حيث سنقوم بتنظيم مؤتمر جنوب -شمال بالتعاون مع هذه الجهات لاطلاق حملة للتضامن الانساني مع اللاجئين والمهمشين وقضية فلسطين العادلة.
وبناء عليه تقدمت عامل برسالتها من قداسة البابا بطلب رعايته الكريمة لهذه المبادرة التي ستطلق خلال العام الجاري، خصوصاً بعد الوعد الذي أعطاه قداسته لحضرة رئيس الدولة اللبنانية الجنرال ميشال عون في التفكير والاخذ بالاعتبار لزيارة لبنان، وتمنت عامل أن تحظى بشرف زيارة قداسته لإحدى مراكزها في لبنان لتكون هذه الزيارة بمثابة دعم كبير جداً لقضية اللاجئين في العالم والفئات المهمشة.
ولقد ابدى قداسته دعمه للبنان بلد العيش المشترك في زمن العودة للانتماءات الأولية، ولمؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية كأنموذج للتغيير في لبنان والعالم العربي، حيث الإنسان هو الهدف والمحرك بمعزل عن خياراته.