“مؤسسة عامل الدولية” المرشحة لجائزة نوبل للسلام 2016 منذ كانون الاول الماضي بطلب من الوزير السابق الدكتور جورج قرم، قدمت خلال سنوات الحرب نموذجاً في العمل الانساني والاجتماعي. جائزة اذا نالتها ستكون تكريماً للشعب اللبناني الذي تحمل الكثير في مساعدة اللاجئين، ولقطاعات المجتمع المدني والاهلي.
“مؤسسة عامل الدولية”، جمعية مدنية غير طائفية تعمل لمساعدة اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والسودانيين والمصريين، وتولي اهتماما خاصا باللاجئين السوريين من خلال مليون ونصف المليون خدمة منذ بداية الأزمة الى الآن. وتقدم المعاينات الصحية والأدوية والمساعدات، وتنظم ندوات تثقيفية وصحية وتربوية ونشاطات ترفيهية، عبر 24 مركزاً موزعاً على الأراضي اللبنانية و6 عيادات نقالة و800 متفرغ، كما اوضح لـ”النهار” رئيس المؤسسة المنسق العام لـ “تجمع الهيئات الاهلية التطوعية في لبنان” الدكتور كامل مهنا. “هي تعمل عكس الثقافة السائدة حالياً، حيث الانتماءات العصبية، رافعة شعار العمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته الدينية والجغرافية والسياسية”. وأوضح مهنا أن “عامل” منتشرة في معظم المناطق اللبنانية، ففي منطقة مرجعيون حاصبيا لديها 5 مراكز: في كفرشوبا والفرديس ومرجعيون وابل السقي والخيام، الى مركزين في عين الرمانة وآخر في الشياح، حيث انطلقت شرارة الحرب اللبنانية. ومنذ تأسيسها عام 1979 أسست مركزاً لها في عرسال فيه 60 متفرغاً، وقد حاولت مجموعة من “داعش” حرقه، إلا ان الأهالي دافعوا عنه، وفي كامد اللوز عيادة نقالة ومركزاً فيه نحو 50 متفرغاً وغيره في مناطق عدة. وقدمت منذ التأسيس حتى اليوم 8 ملايين خدمة للبنانيين. ورفعت “عامل” شعار التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر، “لاننا في لبنان نجحنا على المستوى الفردي ولم نوفق في العمل كجماعة، فبدل التبجح بالـ”أنا” يجب ان نعمل في ثقافة الـ”نحن” اي فريق العمل، كما انها رفعت شعار الثلاث ميمات: “مبدأ موقف، ممارسة”، اي ان يكون هناك توازن بين ما نقول وما نعمل به”.
نوبل للسلام التي رشح الوزير السابق قرم “عامل” لنيلها تطلب للمرة الاولى منذ تأسيسها للبنان، ومقدم الطلب عليه ان يكون قد نالها سابقاً او استاذ في العلوم السياسية او سياسي، وبما انها هذه السنة ستكون لموضوع يتعلق باللاجئين فان حظ لبنان من خلال “عامل” كبير جداً. وعنها قال الدكتور مهنا: “تقدم نموذجاً عن لبنان الذي يعيش حالة طوارئ منذ 4 عقود تقريباً، واستضاف لبنان منذ 5 سنوات ونصف السنة مليون لاجئ ونصف المليون اي ثلث الشعب اللبناني، وما يوازي 22 مليوناً في فرنسا التي لم تحتمل وجود 10 آلاف غجري، ويوازي نحو 170 مليونا في الاتحاد الاوروبي، وهذا ما عرضته على الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته الأخيرة الى لبنان. اوروبا القلعة اقفلت حدودها امام اللاجئين وتنكرت للبند الرابع لاتفاقية جنيف، والبند الثاني من الإتفاقية الأوروبية لحقوق الانسان، ونحن نتعاون مع محامين دوليين لإقامة دعاوى ضد الحكومات الاوروبية التي توفي عدد كبير من اللاجئين في مياهها الاقليمية، وان كان العدد الرسمي هو 10 الاف غريق، إلا ان العدد غير المعلن هو نحو 30 الفاً.
الفكرة الاولى للتقدم للجائزة ان لبنان الصغير فيه جمعية مدنية غير طائفية قدمت نحو مليون ونصف المليون خدمة، تهتم فقط بالإنسان رافعة شعار مساعدة لبنان الذي يساعد اللاجئين السوريين بانتظار عودتهم الى بلدهم.
والنقطة الثانية انه في ظل التوغل في الصراعات المبنية على الانتماءات الأولية والعصبيات تشكل “عامل” نموذجاً في المواطنة، ولبنان الإنسان.
والنقطة الثالثة، ان الجائزة تشكل تكريما للمجتمع المدني اللبناني والعربي ولشعب لبنان. حجم المجتمع المدني ودوره في لبنان هو الأكبر ربما على الصعيد العالمي من حيث عدد السكان، حيث يوجد في لبنان 860 مركزاً ومستوصفاً صحياً بينها 760 تابعة للمجتمعين المدني والأهلي و100 للقطاع العام، وهذا الذي ساهم منذ الاحتلال الاسرائيلي والحرب الاهلية بعدم تفكك المجتمع اللبناني”.
تلقت المؤسسة دعماً من رئيس الحكومة اللبنانية ولجنة برلمانية من مكونات المجلس كافة ومن رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وشكلت لجنة دولية من شخصيات عالمية لدعم هذا الترشح. وتحضر للقاءات دولية في العديد من العواصم في حضور شخصيات عالمية تقدم شهادات لدعم هذا الترشح. “للجائزة طابع سياسي ولكن كما حصل العام الماضي مع المجتمع المدني في تونس قد يحصل ايضا معنا هذه السنة.
المصدر: رلى معوض، جريدة النهار