يستحوذ الإنترنت على مساحة كبيرة من حياة حوالي 4 مليارات شخص في العالم، في الوقت الذي يتم فيه العمل على تأمين الوصول إلى هذا الحق الذي تنص عليه المواثيق الدولية لباقي السكان، لأهداف معرفية وحقوقية. وفي المقابل يبين تقرير منظمة اليونيسيف “الأطفال في عالم رقمي” الذي صدر في العام 2017 أن المراهقين الأقل من 18 عاماً يشكلون نحو ثلث مستخدمي الإنترنت في مختلف أنحاء العالم، وهذا الأمر بحسب اليونيسيف وكافة المنظمات الموكلة بحماية الأطفال، يعرض الأطفال والمراهقين للكثير من الأخطار والاحتمالات في ظل غياب الرقابة عن العالم السيبيراني.

“الإنترنت يعكس يبرز أفضل وأسوأ ما في الطبيعة البشرية. إنها أداة ستستخدم للخير والشر. ومهمتنا هي التخفيف ُمن أضرار التقنية الرقمية وتوسيع نطاق الفرص التي تتيحها”. أنتوني ليك المدير التنفيذي لليونيسف.

بالتوازي مع القيمة المعرفية والترفيهية وفرص التواصل بين الثقافات والشعوب التي يقدمها الأنترنت، هناك مجموعة من المخاطر التي تنتظر الأطفال والمراهقين على الشبكة، والتي قد تؤدي إلى مخاطر جمة كالعنف والتحرش والاستدراج والتنمر وغيرها من الظواهر المؤذية، التي يحاول فريق برنامج حماية الطفل في مؤسسة عامل أن يقي الأطفال والمراهقين منها، عبر أنشطة التوعية والدعم النفسي الاجتماعي مع الأطفال والأهل.

مبادرة في برج البراجنة

وفي إطار هذا البرنامج، أطلق مركز الدكتور غازي بيضون الصحي – التنموي التابع لمؤسسة عامل، المبادرة المحليّة في برج البراجنة “ما تأمّن للإنترنت خلّي آمن” بهدف التوعية حول الاستخدام الآمن للإنترنت، وذلك خلال حفل استضافه مركز برج البراجنة الصحّي – الإجتماعي حضور رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا والمحامي ريان ناصر ممثل بلدية برج البراجنة والرائد الياس داغر ممثلاً عن قوى الأمن الداخلي ومندوبين عن جمعيات: حماية ، الرؤية العالمية، المبرات، الهيئة الصحية الإسلامية ، كشافة المهدي، جمعية المرأة الخيرية، أبعاد، بلدية المريجة، مركز الخدمات الإنمائية في برج البراجنة ، مؤسسات أمل التربوية، مركز التوجيه والإرشاد في بلدية حارة حريك، وحشد من الأطفال المشاركين بالحملة وعائلاتهم.

تخلل الاحتفال عرض فيديو حول نشاطات “الأسبوع الموحّد لرفع الوعي حول الاستخدام الآمن للإنترنت”،  توزيع الدليل المرجعي للأهل وكتيّب للأطفال حول الاستخدام الآمن لشبكة الإنترنت، وافتتاح معرض الجمعيات المشاركة بهذه المبادرة.

مؤسسة عامل تسعى إلى استثمار الانفتاح العالمي التكنولوجي و الإعلامي لتصويب بوصلة العمل الإنساني

كما كانت مداخلة للدكتور مهنا أكد فيها على أهمية دور التربية في بناء الحصانة للأطفال والمراهقين وتنمية شخصياتهم، وتوجه للأهالي حول أهمية ترك مساحة حرية للطفل ليعبر عن نفسه، بالتوازي مع وجود رقابة وتوعية حول المواد التي يتعرضون لها على شبكة الإنترنت. وأشار مهنا إلى أهمية دور الشبكة في تقريب الناس من بعضهم ونشر المعرفة وقيم التضامن والإنسانية، مؤكداً أن مؤسسة عامل تسعى إلى استثمار هذا الانفتاح العالمي سواء التكنولوجي أو الإعلامي في تصويب بوصلة العمل الإنساني وتوحيد القيم حول قضايا الشعوب المحقة.

بدوره، أكد داغر أن قوى الأمن الداخلي تدعم كافة المبادرات المجتمعية التي تساهم بتحصين الأطفال، ومراقبة المحتوى المؤذي، معتبراً أن تحصين الطفل وتوعيته حول المخاطر التي قد يصادفها على الغنترنت هي من أهم الخطوات نحو بناء عالم سيبراني آمن ومناسب للطفولة وللإنسان.

في ختام الحفل، جال الحضور على معرض الجمعيات التي قدمت كتيبات ومواد تعليمية مرتبطة بمجال حماية الطفل وتنميته معرفياً.

حماية الطفل مسؤولية كل مؤسسات المجتمع

****

من أشكال المخاطر على الإنترنت: التحرّش بالأطفال، اضطراب السلامة النفسية التي تتضمن التعرُّض إلى محتوى غير لائق و المضايقة والابتزاز إضافة إلى التنمّر السيبراني، والأذية في مجالات سلامة السمعة وسلامة الهوية والمعلومات الشخصية والممتلكات، إضافة إلى مخاطر الاستدراج من الإرهابيين أو الإتجار بالبشر.