مرجعيون –رونيت ضاهر 27\11\2013 النهار 2446
مع دخول الأزمة السورية عامها الثالث وتواصل التصعيد العسكري الذي ينبئ بتمديد أزمة اللاجئين السوريين الى أجل غير مسمّى، يبقى الهم الأكبر هو التكيّف مع هذا الواقع “الموقّت الطويل الأمد” والحد من الانعكاسات السلبية الناتجة عنه سواء بالنسبة الى اللاجئين أو المضيفين، أي المجتمع اللبناني بشقيه الرسمي والشعبي.
وتشكّل النساء والأطفال النسبة الأكبر من اللاجئين ما دفع المنظّمات الدولية الى تركيز اهتمامها على هاتين الفئتين، في شكل خاص، فيما الدولة عاجزة وحدها عن تحمّل أعباء هذا العدد الهائل من اللاجئين الذي يزداد يوميا في شكل كبير.
إحدى التحديات الكبيرة التي استنفرت لها المنظّمات الدولية والحكومة اللبنانية هي مسألة التعليم وكيفية دمج التلامذة السوريين في المدارس الرسمية رغم الكثير من الصعوبات التي تتم معالجتها تدريجا كاختلاف المناهج التربوية وتغطية رسوم التسجيل وتكلفة الكتب والنقل والتدفئة وغيرها…
ويبدو ان الخطوات العملية التي تنفّذها وزارة التربية بالتعاون والتنسيق مع المفوضية العليا للاجئين ومنظّمات غير حكومية قد وُضعت على السكة الصحيحة لجهة استيعاب التلامذة السوريين في المدارس الرسمية وتأمين مركز اضافي للوافدين الجدد لتدريسهم خلال فترة بعد الظهر.
936 تلميذا سوريا يتوزّعون على 17 مدرسة رسمية ابتدائية وتكميلية في قرى قضاء مرجعيون من أصل 2600 تلميذ، أي بمعدلّ 36% من المجموع العام، في حين يُلاحظ غيابهم في المرحلة المتوسّطة بسبب عدم تمكّنهم من التكيّف مع المنهاج الدراسي اللبناني الذي يعتمد اللغات الأجنبية بعكس المنهاج السوري. وبالتالي ففئة كبيرة منهم خارج الصفوف الدراسية وبعضهم يلجأ للعمل في القرى التي يقيم فيها لإعالة عائلته.
اذا في المرحلتين الاولى والثانية تسير الأمور الدراسية في شكل عادي بعد اعتماد المنهج العربي الذي كان اختياريا في السابق ممّا يسهّل عملية التدريس، وتؤمّن الوزارة والمنظّمات غير الحكومية مثل المفوّضية ومؤسّسة “عامل” وغيرها الكتب للتلامذة مجانا كما تتكفّل المنظمات ببقية التكاليف.
والجدير ذكره ان عددا من المدارس أفاد من وجود السوريين لأنها كانت مهدّدة بالإقفال بسسب تراجع عدد تلامذتها اللبنانيين، واللافت انّ بعض لجان الأهل أصبح بمعظمه من ذوي التلامذة السوريين. اما لجهة المستوى فهو متفاوت بين تلامذة جيّدين وآخرين دون المستوى، علما أن أي تلميذ جديد عليه ان يبرز مستندات عن الصف الذي كان فيه في سوريا، واذا تعذّر هذا الأمر يخضع لامتحان في المدرسة قبل تسجيله.
ولاستيعاب اعداد اضافية من التلامذة السوريين والذين قد يتعذّر التحاقهم بالمدارس الرسمية أطلقت الوزارة عددا من المراكز لاستيعابهم خلال فترة بعد الظهر، فاختيرت مدرسة الخيام الرسمية، على ان تتكفّل المفوّضية العليا للاجئين ومؤسّسة “عامل” تغطية التكاليف الناتجة بمعدّل 650 دولارا عن كل تلميذ تشمل التسجيل والنقل والكهرباء وأجرة المدرّسين الثابتين والجدد بعد التعاقد معهم وهم من حملة الاجازات. وقد انطلقت عملية التدريس في المدرسة التي دعت كل التلامذة الوافدين حديثا الى الالتحاق بها، ومن المتوقع ان يصل عددهم الى 150 تلميذا. وستكون الدورس من الاثنين الى السبت من الثانية الى السادسة مساء، وسيتم تدريس المواد باللغة العربية (رياضيات وعربي وجغرافيا وعلوم) فيما اللغة الاجنبية هي الانكليزية.
ولا شكّ في ان استيعاب التلامذة السوريين في المدارس اللبنانية يمنحهم الحق بالتعلّم ويفتح امامهم فرصا في المستقبل، ويبقى السؤال، ماذا عن تلامذة الشهادة المتوسطة والمرحلة الثانوية؟