“لقد رافقتنا مآسي جرائم الاحتلال الصهيوني مذ تفتح وعينا في هذه البلاد، فلم نعرف حقبة خالية من اعتداءات وتعديات هذا الكيان، ولكننا أيضاً ما عرفنا استسلاماً أو خنوعاً! ولذلك نحن اليوم نقف على أطلال الجريمة التي هزت ضمير العالم في صبرا وشاتيلا، لا نبكي وحسب، بل نعلن خطوات عملية من شأنها أن تحرض ضمير العالم على الالتفات إلى جراحنا وحقنا ليس فقط في صبرا وشاتيلا بل إنما في كل الأراضي العربية”.
نحن اليوم، كمؤسسة عامل على مشارف افتتاح مركز توثيقي – تضامني بالتعاون مع بيت أطفال الصمود ولجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة”، يجمع شهادات وذكريات الناجين وأبنائهم وكل من عايش المجزرة، بهدف التوثيق والتواصل مع الجهات الحقوقية المحلية والعالمية ، لتكون هذه القضية في مقدمة القضايا التي تنتصر فيها الإنسانية على الظلم وعلى التعتيم الذي يمارس بحق الكثير من الجرائم و الارتكابات التي باتت تحدث بشكل يومي في منطقتنا تحت غطاء دولي.
بهذا الإعلان استقبل د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية وبحضور السيد قاسم عينا منسق نشاطات “لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” في لبنان ورئيس جمعية أطفال الصمود، وفريق من المؤسسة وفد التضامن الأوروبي – الآسيوي الذي حضر إلى لبنان لإحياء الذكرى الـ37 لمجزرة صبرا وشاتيلا المروعة، والتي تتزامن هذا العام مع اعتداءات متكررة للاحتلال الصهيوني على الدول العربية، بتآمر عربي ودولي.
وقد شكر السيد عينا بدوره جهود مؤسسة عامل ونضالاتها الإنسانية والاجتماعية، وخصوصاً في حرصها على إحياء القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
استهلت الجولة في زيارة لمعتقل الخيام، ومن ثم إلى مركز عامل التنموي – الصحي في بلدة الخيام الحدودية مع فلسطين المحتلة، والذي يخدم أبناء المنطقة من مواطنين ونازحين منذ أكثر من 40 عاماً في عدة مجالات، أبرزها الرعاية الصحية الأولية، مشروع رعاية المسنين، حماية الأطفال والتدريب المهني للشباب والنساء، فجال المتضامنون في أرجائه واطلعوا على أحوال المستفيدين وأقسامه والخدمات التي يقدمها.
المحطة الثانية كانت عند مخيم سردا للنازحين السوريين الذي يضم حوالي 1500 نازحاً، حيث تفقد الوفد أحوالهم واطلعوا على نشاطات العيادة الطبية المتنقلة التي تقدم الرعاية والخدمات للنازحين، إضافة إلى باص التعليم النقال الذي يساهم في توصيل التعليم إلى الأطفال السوريين في المخيمات المهمشة وغير القادرين على الالتحاق بأي مؤسسة تعليمية أخرى.
وقد اختتمت الجولة بغداء على نهر الحاصباني، حيث كانت كلمة شكر للدكتور مهنا خص فيها المناضل قاسم عينا لجهوده في إحياء القضية الفلسطينية على صعيد عالمي ومحلي، وحيّا الوفد المشارك على التزامهم الإنساني وشجاعتهم لدعم هذه القضية العادلة، وعلى أهمية دورهم في المحافظة عليها وايصال الصوت الفلسطيني لكل انحاء العالم.
وأكد أن مؤسسة عامل الدولية والتي تقود الحركة الأورو-متوسطية للتضامن مع اللاجئين حول العالم، تعتبر أن العمل الإنساني لا يمكن أن يكون فعالاً من دون التزامه بقضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب ضرورة رفض ازدواجية المعايير بين الشرق والغرب والنضال من أجل توزيع عادل
للثروات وإقامة دولة العدالة الاجتماعية، مشيراً إلى أن عامل التي تقف إلى جانب كرامة الإنسان منذ أربعة عقود وهي مستمرة في بذل رسالتها التغييرية عبر 25 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين ووحدة رعاية لأطفال الشوارع بقيادة 800 عامل من جيل الشباب والشابات وذوي الخبرة المؤيدين بالمعرفة والأدوات وطبعاً الالتزام الأخلاقي والإنساني.
وأشار مهما إلى البدء بإنشاء مركز التوثيق والتضامن الخاص بمجزرة صبرا وشاتيلا الذي سيُفتتح في حارة حريك بالتعاون مع بيت أطفال الصمود.
جدير بالذكر أن الوفود المشاركة والتي تتألف من 83 ناشطاً ستشارك بعدة أنشطة في مخيم صبرا وشاتيلا ومن ضمنها المهرجان الذي ينظمه بيت أطفال الصمود في 21 أيلول بمناسبة الذكرى إضافة إلى جولة على المنظمات الأهلية الفلسطينية وحضور عدة مناسبات ثقافية للاضاءة على المجزرة والقضية بشكل عام.