مهنا من على منبر المنتدى العربي للمناخ: “عامل” في جوهرها هي حركة نضال من أجل الأرض والإنسان

0
28

تحت عنوان “معاً لتعزيز إسهام المجتمع المدني في العمل المناخي والاستدامة” استضافت القاهرة في 2 و3 الجاري النسخة الأولى من «المنتدى العربي للمناخ» التي دعت إليها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالشراكة مع وزارة البيئة المصرية وجامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) والمجلس العربي للطفولة والتنمية. ويهدف المنتدى إلى تبادل الأفكار والتجارب استعداداً لقمة المناخ COP27 في شرم الشيخ الشهر المقبل، في إطار تعزيز دور المؤسسات الإنسانية العربية في تنفيذ استراتيجية التخفيف والتكيّف مع التغيرات المناخية، وقد تضمنت جلسات المنتدى 6 محاور هي: تغير المناخ والاستدامة، وتغير المناخ وتأثيره على الفئات الأكثر عرضة للخطر، وتشجيع الابتكار لفائدة التكيف والتخفيف، وتغير المناخ والأنشطة الاقتصادية الهشة، ودمج المواطن والمجتمعات.

المنسّق العام لتجمع المنظمات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية رئيس مؤسسة عامل الدولية كامل مهنا قدم مداخلة لفت فيها إلى دور مؤسسة عامل الدولية الريادي في تبني السياسات الصديقة للبيئة والعمل على رفع الوعي اتجاه قضية المناخ في لبنان والعالم، مشدداً على ضرورة إعطاء الأولوية لقضية التغيّر المناخي، في ظل تحذيرات من أزمة مرتقبة سيواجهها مليارا إنسان بسبب ندرة المياه ومشكلات بيئية أخرى في السنوات القليلة المقبلة.

وأشار مهنا إلى أن 400 مليون في المنطقة العربية يواجهون خطر التعرض لموجات الحر الشديد والجفاف، لافتاً إلى أن منطقة الشرق الأوسط لن تعاني من تغير المناخ فحسب، بل ستكون مساهماً رئيسياً في حدوثه، وأن المسؤولية في التصدي لهذه الكارثة تقع على عاتق الحكومات والجهات المؤثرة في صنع القرار، ذلك أن قضية المناخ هي قضية سياسية بحتة في العالم، تتسبب بها السياسات الرأسمالية التي تسعى للربح بغض النظر عن مصير الأرض، وتساهم في تأجيج الصراعات والحروب والتلوث من خلال الانتاج الصناعي ونمط الحياة الاستهلاكي المدمّر.

كما صرح مهنا أن بناء عالم آمن للأجيال القادمة غير ممكن من دون التصدي لكوارث المناخ وإيجاد البدائل والحلول، ولذلك يجب أن يكون قرار التصدي لأزمات المناخ ليس فقط سارياً على صعيد المؤسسات الإنسانية والأفراد بل ملزما للحكومات والشركات الكبرى بالدرجة الأولى، ويجب أن يتم التعاطي مع الجرائم بحق المناخ كأي جريمة حرب أخرى، لأن لا بديل عن الأرض بالنسبة للجنس البشري، ومن العبث التحدث بأي قضية في العالم بمعزل عن اعطاء الاولوية للمناخ واثره على كل ميادين الحياة.

كما تحدث حول الاجراءات التي تتخذها “عامل” من خلال إدراج الممارسات الصديقة للبيئة وجلسات التوعية ضمن 30 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدة رعاية متنقلة خاصة بأطفال الشوارع بقيادة 1400 متفرغ ومتطوع، تحت مظلة برنامج حماية البيئة والتصدي للتغير المناخي الذي أطلق بشكل رسمي مؤخراً، ذلك أن “عامل” في جوهرها هي حركة نضال من أجل الأرض والإنسان، وهي تسعى لبناء إنسان عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية، على حد تعبيره.

وربط مهنا بين عودة زمن الأوبئة والكوارث الصحية بقضية المناخ، معتبراً أن العمل في الملف الصحة غير مجدي بدون فهم العلاقة بين المناخ وصحة الإنسان والأرض، محذراً من أن يتحول نقص الموارد وتلوثها بفعل التغيّر المناخي إلى السبب الأول في الحروب العالمية بدلأً من ايجاد حلول تقوم على التعاون بين الأمم والشعوب بما في ذلك من مصلحة للبشرية جمعاء.

وتأتي مشاركة مهنا في إطار تعزيز جهود مؤسسة عامل على المستوى الدولي، لتكريس أنموذج عربي عالمي في العمل الملتزم بالقضايا الإنسانية وقضايا الشعور العادلة وفي المقدمة القضية الفلسطينية، ولعب دور مؤثر في صنع القرار.

وقد لبى د. مهنا على هامش المنتدى، مجموعة من الدعوات واللقاءات الصحفية للحديث حول القضايا الإنسانية، ومن ضمنها الأزمة الاقتصادية المعيشية في لبنان وأزمة اللجوء والهجرة، وبحث في امكانية تفعيل عامل الدولية في مصر في المرحلة المقبلة، والتقى بعضو مجلس الشيوخ الدكتور محمد طه عليوي ورئيسة منظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان.