مهنا: التسرب المدرسي وانهيار التعليم أرض خصبة للتطرف
احتفلت بلدة كامد اللوز البقاعية، بإطلاق باص التعليم المتنقل لمؤسسة عامل، والذي سيتولى ايصال التعليم والدعم النفسي الاجتماعي لـ600 طفل مهمش غير قادر على الوصول إلى حقوقه الاساسية.
فالوصول إلى الحق في التعليم، والالتحاق بأي مؤسسة تعليمية، هو أمر في غاية الصعوبة بالنسبة للأطفال اللاجئين في المناطق الحدودية البعيدة والمهمشة في لبنان، حيث يواجه هؤلاء الأطفال ظروفاً كارثية وانعداماً لأمنهم الصحي والاجتماعي والغذائي.
وقد اطلقت عامل وحدة التعليم المتنقل Mobile Education Unit أو باص عامل، في منطقة كامد اللوز ومحيطها، بالشراكة مع منظمات LEM (اطفال الشرق الأوسط) وBarudeurs de L’espoir وفونداسيونPSA نتيجة لتجربتها الناجحة في وحدة تعليم مشابهة في منطقة الخيام مرجعيون، كانت قد بدأت عملها في العام الماضي.
وقد حضر الاحتفال الافتتاحي رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا ورئيس بلدية كامد اللوز السيد أحمد ساطي ورئيس اتحاد بلديات راشيا فوزي سالم ورئيس المؤسسة التنفيذي أحمد عبود ومسؤولة البرامج فيرجيني لوفيفر ولوسيانا برادعي الفنانة المسؤولة عن تزيين الوحدتين النقالتين، والدكتور حسين ماضيوفريق عامل مركز عامل في كامد اللوز إضافة إلى ممثلة منظمة Barudeurs de L’espoir السيدة ديان انتيكالي والسيد بيار لاكوست وممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ايمانويل غينيو.
وقد كانت كلمة للدكتور كامل مهنا، أكد فيها على أن التعليم يحدد اي مستقبل ينتظر مجتمعاتنا العربية، خصوصاً في ظل وجود حوالي 5 ملايين طفل عربي خارج التعليم الابتدائي بحسب اليونيسف! هذا اضافة إلى ملايين المتسربين او المهددين بالتسرب المدرسي، كل هؤلاء هم مشروع “داعش” في المستقبل أو عرضة عالأقل للكثير من انواع الانحرافات في حال لم يتم الحاقهم في برامج تعليم وتأهيل نفسي – اجتماعي بأسرع وقت.
كما أوضح أن خبرة فريق مؤسسة عامل الدولية في العمل لسنوات عديدة، داخل مخيمات اللاجئين السوريين في مختلف المناطق اللبنانية، وخصوصاً من خلال تجربتها السابقة في مجال العيادات الطبية النقالة، استطاعت بتكييف أنشطتها التعليمية مع الاحتياجات المذكورة للأطفال السوريين واللبنانيين، حيث أجرت تقييماً شاملاً للاحتياجات، قررت على أثرها إطلاق مشروع وحدات التعليم النقال.
واعتبر أنه والرغم من الوضع المأساوي الذي يعصف بالعالم العربي، إلا أن مؤسسة عامل ترفع شعار التفكير الايجابي والتفاؤل المستمر، وهي مستمرة في نضالاتها الدولية من اجل تصحيح بوصلة العمل الإنساني ومناصرة القضايا العادلة للشعوب المهمشة، وهي بصدد عقد مؤتمر دولي في روما من أجل الضغط لتحسين السياسات نحو فئتي اللاجئين والمهاجرين في العالم.
كما ألقيت كلمات من قبل المسؤول الطبي لمركز عامل في كامد اللوز د. حسين ماضي، ورئيس بلدية كامد اللوز أحمد ساطي الذي نوه من جهته بدور عامل في تنمية المنطقة والرغبة في التعاون الدائم مع البلدية.
وكلمة اضافية لممثلة المنظمة الشريكة في تمويل الوحدة النقالة السيدة ديان انتيكالي التي تحدثت عن أهمية ايصال التعليم إلى كل الأطفال، فالتعليم هو الأمل.
جدير بالذكر أن باص عامل التعليمي الذي أطلق في كامد اللوز، هو سيارة خاصة مجهزة بالمواد التعليمية والترفيهية (من الكتب والألعاب التعليمية، أقراص رقمية، الخ)، ومعدة أيضاً لتقديم الاستشارات النفسية والجلسات العلاجية (أنشطة نفسية اجتماعية) من خلال مشاورات فردية مع الاطفال، كما تتضمن مقاعداً، وطاولات ومعدات عرض سينيمائية، ونشاطات بشكل أسبوعي في مجال الدعم التعليمي غير الرسمي، في مجالات الدعم المدرسي ومحو الأمية والرسم العلاجي وغيرها.