تأليف: كامل مهنا
الناشر: دار الفارابي
الطبعة الأولى: كانون الثاني 2013
إن القوة التي يتمتع بها المجتمع المدني في لبنان (من ضمنه الهيئات التطوعية) يشكل على الدوام صمام أمان في مواجهة الأزمات التي يتعرض لها لبنان وشعبه منذ الاستقلال، فضلاً عن كونه نافذة على المستقبل لكي تكون المواطنة هي جوهر الانتماء إلى الوطن. إن الحكومات المتعاقبة في لبنان منذ الاستقلال في العام 1943 وحتى يومنا هذا، لم توفق في بناء الدولة العادلة والقادرة على تأمين الاندماج الاجتماعي للبنانيين. فلقد برزت الشخصية الخاصة لكل طائفة من الطوائف اللبنانية (كما حصلت انشقاقات داخل الطائفة الواحدة)، ومن ضمنها المنظمات التطوعية، وكان الخاسر الأكبر المجتمع المدني، وباتت الديمقراطية اللبنانية تقوم على اقتسام الموارد بين الطوائف من دون المواطنين وفئاتهم الاجتماعية. إن التنامي التصاعدي لدور الهيئات التطوعية، في ظل سياسة اقتصاد السوق، وإعطاء أهمية متزايدة للقطاع الخاص والحد من الدور الخدماتي للحكومات، وما نتج عنه من فوارق اجتماعية وإفقار لشريحة واسعة في المجتمعات، بدأ يأخذ مفهوم التطوع منحاً حديداً، يرتبط بظرف طارئ أو تنمية المجتمع