عامل تشارك تجربتها في العمل الإنساني ضمن ورشة شبابية في البرتغال

0
2070

شاركت مؤسسة عامل الدولية بورشة العمل التدريبية التي أقيمت في منطقة سيشال “Sexial” في البرتغال من 6 إلى 12 تشرين الأول الحالي، ممثلة بالشابتين جوانا أيوب وندى شبلي. ونظّم التدريب جمعية Rato-ADCC التي تعمل كجمعية أهلية وتعنى بالشؤون التعليمية المهنية غير الرسمية (Non-Formal education) والقضايا الإنسانية، بمشاركة ممثيلن عن جمعيات ومنظمات غير حكومية من عدة بلدان عربية وأوروبية منها الأردن، فلسطين، أسبانيا، بولندا، جورجيا، ليتوانيا والبرتغال.
وتحت عنوان #youth_clustering شاركت عامل تجربتها في ميدان العمل الإنساني في لبنان من خلال عرض مفصّل لنشاطاتها وبرامجها، وخاصة تلك التي تُعنى بالنازحي السوريين ومكافحة الإتجار بالبشر وكذلك ضمان حقوق العاملات الأجنبيات في الخدمة المنزلية. وتعتبر مشاركة الشابتين جزء من برنامج عامل “لتمكين الشباب وتفعيل العمل التطوعي”. وهي فرصة للتواصل مع الشباب، من البلدان الأوروبية والشرق أوسطية، لتسليط الضوء على المبادرات اللبنانية في عملية التبادل الثقافي. كما أنها فرصة لتعلّم المهارات العالمية للتعليم غير الرسمي التي سيتم استخدامها في أنشطة عامل.
وتضمن التدريب عدة نشاطات، اكتشف فيها المشاركون والمشاركات التفاوت في المفاهيم الأساسية للحياة بين بلدان الشرق وبلدان الغرب. فمن خلال تعريف معنى “البيت” What is Home ؟ تمكن المشاركون من التعاطف مع الواقع السيء الذي يعيش فيه النازحين السوريين في المخيمات التي لا تتوافر فيها أدنى مواصفات العيش الكريمة. كذلك ناقشوا العوائق التي تحول دون قبول أوروبا بفتح أبوابها أمام النازحين، وقد تفاوتت الآراء حول هذا الشأن بين مدافع عن هذا القرار ومعارض له. لكن صورة الطفل “أيلان” على الشاطئ (الطفل السوري الذي هرب أهله في قوارب الموت هرباً من مآساة الحرب) حسمت الموقف وتعاطف الجميع مع هذا الطفل الذي اغلقت كل الابواب امامه ومات غرقاً.
وكذلك تضمن التدريب نشاطات متفرقة، منها تعريف التعليم المهني غير الرسمي وإبراز أهميته ومقارنته مع التعليم المدرسي (Formal education) والتعليم الذي يقدم معلومات (Informal education).
وقد قام المشاركون والمشاركات بدراسة حالة (مقابلات مع أشخاص لديهم تجربة تعكس أهمية الشراكة بين القطاع الخاص والشباب الفاعل في المجتمع)، تمكنت من خلال إحدى الجمعيات، أن تأسس لعمل مثمر وفيه انتاجية وعلى سبيل المثال مبادرة مؤسسة زين للإتصالات “زين الشباب” في الأردن التي تتيح للشباب الإستفادة من الدورات التي تنظمها وتتيح لهم التدريب في أقسام الصيانة لديها، مقابل إختيار الأفضل منهم للعمل لديها. وكان هناك ثلاث حالات مشابهة من مختلف دول العالم توزعت على المجوعات المشاركة. وهنا تبرز أهمية انخراط القطاع الخاص في العمل الانساني وتقديم خدمات مجانية للمجتمع مقابل الحصول على يد عاملة مجهزة وزيادة انتاجية المؤسسة.
كذلك جال المشاركون والمشاركات على منطقة صناعية في سيشال Sexial في البرتغال، حيث يتم تأمين كل ما يحتاج اليه العمال في هذه المنطقة من مسكن ومدارس ودور سينما ومسارح. وذلك بهدف تأمين كل ما يحتاج له الفرد في المنطقة التي يعمل فيها ويسكن فيها في الوقت عينه.
ويسعى القيمون على هذا النشاط إلى تكريس دور القطاع الخاص وانخراطه في إطار العمل الإنساني، ولكن بمقاربة مختلفة عن المألوف. باعتبار أن إعداد اليد العاملة الكفوئة من خلال التعليم المهني غير الرسمي خاصة للفئات المهمشة في المجتمع ممن عاكستهم ظروف الحياة ولم يتمكنوا من استكمال دراستهم، يمكن أن يٌستثمر إيجابياً ويدرّ بالمنفعة على الجهتين، بحيث يتم تأمين فرص عمل لهذه الفئات من جهة، وهنا يظهر الجانب الإنساني لهذا العمل، ومن جهة أخرى تستفيد المؤسسات من هذه اليد العاملة من أجل زيادة انتاجيتها.
وفي الختام عرّف كل فريق عن الجمعية التي يمثلها، وحدد حاجاتها وقدراتها، كذلك تم تحديد المجتمع المستهدف بشكل مباشر واحتياجاته وقدراته وتم تطبيق هذه المعايير كذلك على المجتمع ككل وفُتح مجال طرح وتبادل الأفكار والإقتراحات حول المتغيرات التي يتطلبها المجتمع لينهض، وكيف يمكن أن ينخرط القطاع الخاص في العمل مع الشباب مع تقديم الضمانات والإستقرار والاستمرارية لهؤلاء الشباب الذين من حقهم العيش بكرامة والتمتع بكامل حقوقهم الإنسانية.