شكّلت مسألة تطعيم الأطفال وتحصين المجتمع من الأمراض المعدية واحدة من أبرز المسائل الصحية التي اهتمت بها مؤسسة عامل الدولية منذ انطلاقتها، اذ بالتوازي مع عملها الإنساني الإغاثي لم تهمل “عامل” الدور الوقائي لمراكز الرعاية الصحية والاجتماعية.
هي من أوائل المؤسسات التي أطلقت حملات التطعيم المنزلية والمدرسية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في العام 1981، ولا تزال تنشط بشكل كبير في هذا المجال، إذ تنظم حملات لقاح مجانية بالشراكة مع وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية إلى جانب توفر اللقاحات بشكل مجاني في مراكزها التنموية المنتشرة في لبنان ضمن المناطق الشعبية.
التنسيق والتعاون الوثيق الذي تقوم به عامل مع المؤسسات الرسمية والصحية والمجتمع المحلي من أجل تأمين لقاحات الأطفال للناس، هي واحدة من نقاط القوة التي ساهمت باستمرار ريادة المؤسسة في هذا المجال، إذ تسخّر عامل مراكزها وخبرتها في المجال الصحي للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال وخصوصاً ضمن الفئات المهمشة.
اللقاحات المتوفرة ضمن هذه الحملة في مراكز عامل تخص مرض الحصبة، شلل الأطفال، الحصبة الألمانية، أبو كعب، وقد تمكنت هذه المراكز من بداية الحملة وحتى اليوم من تلقيح مئات الأطفال في مناطق مختلفة وبإشراف البلديات ووزارة الصحة، وهي متوفرة لكل الناس في لبنان بدون أي عوائق مادية كانت أم اجتماعية.
وقد عززت مراكز عامل تعاونها مع الفاعلين في المجتمع المحلي وخصوصاً البلديات حيث شهد مركزي الخيام والبازورية جولات تفقدية وحملات مشتركة مع عدة بلديات وفعاليات بهدف الوصول للناس وتوفير الحق بالحصول على اللقاحات والخدمات الصحية. فيما عمل مركزي برج البراجنة وصور وحي السلم والعين وكامد اللوز وعرسال ومشغرة على حملات اجتماعية مكثفة لرفع الوعي حول الأمراض المعدية وأهمية اللقاحات وغيرها من معايير الوقاية.
وقد كانت مراكز عامل وعياداتها النقالة جميعها قد ركزت على رفع مستوى الوعي في المجتمعات المحلية التي تعرضت مؤخراً ومع تفشي جائحة كوفيد19 للكثير من المعلومات الخائطة حول مدى فاعلية تطعيم الأطفال، وعملت بالتعاون بين برامجها على توفير محاضرات تثقيفية وتشجيعية للأهل لمتابعة لقاحات أطفالهم واستشارة اخصائيين في حال وجود اي اسئلة أو استفسارات تخص المسألة، بهدف محاربة الأفكار والمعلومات الخائطة التي تعرض أمن المجتمع للخطر على المستوى الصحي في حال تبنيها من الأهل.
ومن الجدير ذكره أن تطوير لقاحات الأمراض المعدية والخطيرة كان نقلة نوعية في المجال الصحي أدى إلى تخفيض نسبة وفيات الأطفال ورفع عمر متوسط الأعمار بشكل كبير حول العالم، فعلي سبيل المثال تم التوصل إلى تقليل الوفيات الناجمة عن الحصبة في العالم بنسبة لا تقل عن 95% مقارنة بمستوياتها في عام 2000.
للاستفسار عن تفاصيل تخص حملة التطعيم واللقاحات يمكن التواصل مع مراكزنا المنتشرة في معظم المناطق اللبنانية مباشرة أو على البريد الالكتروني : [email protected]