في ظل ما شهده لبنان، وما زال يشهده العالم العربي من نزاعات مسلحة وعنف، تبرز الحاجة في مجتمعاتنا العربية إلى ترسيخ مفاهيم القانون الدولي الإنساني الهادفة إلى حماية المدنيين، وزيادة عدد الخبراء في مجال التشريعات الدولية والمحلية ذات الصلة بالنزاع وآثاره، وهكذا ارتأت مؤسسة عامل الدولية إطلاق المدرسة الصيفية في القانون والنزاعات المسلح في عام 2011، بهدف تزويد الحقوقيين والباحثين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالمعرفة والخبرات اللازمة للعمل والبحث ضمن الأطر القانونية من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية خلال النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ ” د. كريم المفتي المدير المسؤول لبيت عامل لحقوق الإنسان، شارحاً حول الغاية من اتمام الدورة السابعة من المدرسة الصيفية في القانون والنزاعات المسلحة التي تعقد سنوياً في مركز مؤسسة عامل الرئيسي- بيت عامل لحقوق الإنسان والتي اختتمت الإسبوع الماضي.
وكانت عامل أطلقت في الـ6 من ايلول المنصرم الدورة السابعة للمدرسة ﺍﻟﺻﻳﻔﻳﺔ بالتعاون مع كلية الحقوق في جامعة الحكمة La Sagesse ومنصة جنيف للتمكين والسلام والإنسانية GPEPH ، وعدد من الخبراء القانونيين والناشطين في مجالات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، بحضور رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع اللهئيات الأهلية التطوعية في لبنان كامل مهنا، وفريق من مؤسسة عامل والطلاب المشاركين، في بيت عامل لحقوق الانسان – المصيطبة. وقد شرح د. مهنا في مداخلته، حول تجربة عامل في إطار العمل الإنساني والإجتماعي، وهي جمعية مدنية غير طائفية، وناقش معهم آلية العمل في المؤسسة بحيث أنها خارج النظام وترفض الدخول فيه، لكنها وبالرغم من ذلك كله فهي مقبولة من قبل الجميع. وحول الترشيح لجائزة نوبل للسلام، تحدث مهنا عن خلفية هذا الترشيح، والذي يقوم على الدور الفاعل الذي قامت به عامل حيال الأزمة السورية التي عصفت تبعاتها على المجتمع اللبناني المضيف وكذلك على النازحين الذين قدموا إلى لبنان، ويعانون من ظروف معيشية صعبة جراء هذا النزوح. فعامل قدمت حوالي مليون و800 ألف خدمة لهم، وهي مرشحة هذا العام أيضاً لنيل جائزة نوبل. وقد شكر د. مهنا كل من دعم ترشيح عامل للجائزة محلياً ودولياً.
وأعلن مهنا عن تحضير عامل لاطلاق مؤتمر (مبادرة جنوب – شمال)، التي التقى فريق عامل بقداسة البابا من أجلها، تحت عنوان اللامات الثلاث 3L لبنان: ليسبوس – يونان، لومبادوزا – إيطاليا، الذين استقبلوا تضامنوا مع النازحين السوريين واستقبلوهم، وهذا هو العنوان للتضامن مع النازحين في مواجهة الخطاب الشعبوي، الإسلاموفوبي، انعزالي، هوياتي، أمني. ودعا مهنا الغرب لتكون السنة المقبلة سنة التضامن مع اللاجئين وكيفية الوقاية من الأزمات.