تتألف أدوات الرسم الخاصة بالأطفال حول العالم، من كراسات وأوراق وكثير من الأقلام الملونة ومعدات إضافية، تختلف بحسب العمر، أليس كذلك؟
هذه واحدة من “البديهيات” التي تسقط بين ثنايا خيم مربعة الشكل مغلفة بقطع من النايلون الذي يتطاير مع أول ريح، ويتساقط مع أول هطول غزير للمطر! وهي من أبسط التحديات التي تواجه اللاجئين سواء في لبنان أو في باقي الدول.
منديل ورقي (محرمة) وثلاثة أقلام ملونة، هي كل ما في جعبة وعد*، للمشاركة في مسابقة الرسم التي أعلن عنها فريق برنامج حماية الطفل في مؤسسة عامل، ضمن المراكز الـ5 التي يُنفذ فيها بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
ضمن مجموعات نشر ومشاركة مواد التوعية والتوجيه، وصلت لأهالي الأطفال الرسالة التالية: “أطفالنا الأحباء، بمناسبة عيد الأمهات الغاليات، حتماً لن تستطيعوا هذه السنة أن تحضروا هدية لأمكم بسبب الحجر المنزلي الضروري! إذاً خطوا بأناملكم الصغيرة على أوراقكم البيضاء رسمات أو كلمات تهدونها لأمهاتكم في عيدهن وأرسلوها لنا يومي السبت والأحد المقبلين عبر واتساب على احد أرقام مؤسسة عامل.
أجمل ثلاث رسومات سيتم الإعلان عنها يوم الاثنين ٢٣ آذار ٢٠٢٠ ونشرها مع اسم المشترك على كل المجموعات المرتبطة بشبكة التواصل الخاصة بمؤسسة عامل، نحن بإنتظار رسماتكم الخلاقة”! وسرعان ما تحمس الأطفال جميعهم للمشاركة في النشاط الأحب على قلبهم، ونقل الأهالي أجواء الحماس هذه إلى الفريق.
وعد ذات الأعوام الـ13، من مخيم غزة في البقاع، لم يثنيها النقص في أدوات الرسم عن المشاركة، بل كانت من أوائل الذين سلموا رسوماتهم! في إصرار بديع على التمسك بحق الطفولة وحق الحياة، بتجسيد كامل لمعنى أن تكون الحياة محكومة بالأمل! فهي “وعدٌ” بمستقبل أفضل يبنيه صغار خبروا الآلام كلها، ولكنهم اختاروا الغد المفعم بالآمال.
أما الفائز بالجائزة، فكان فريق عامل! كيف؟ إن لمس فريق العمل لثمرات الدعم النفسي والتدريب المستمر لهؤلاء الأطفال، هي بمثابة جائزة كبرى لا يضاهيها مقابل! أما الأطفال، فقد فازوا جميعهم وجمعت رسوماتهم في فيديوهات من صنع المراكز وصلتهم جميعاً بحسب كل منطقة جغرافية، وهي تستعرض الأعمال الجميلة التي تقدموا بها، وتحفزهم على المشاركة بمسابقات أخرى، حيث يعمل الأطفال حالياً على حل أحجية تتعلق بفيروس كورونا المستجد.
المسابقة تندرج ضمن مجموعة الاجراءات المستحدثة ضمن كافة المشاريع التي تنفذها عامل، والتي تنص على بذل كل الجهود الممكنة والمتاحة للإبقاء على التواصل الفعّال والأنشطة الأساسية للمستفيدين من كل الفئات، ومن ضمنهم الأطفال، فدعم الفئات المهمشة في ظروف كهذه يزداد أهمية وإلحاحاً. شبكة الإنترنت وتطبيقات التواصل المتعارف عليها عالمياً، تشكل واحدة من أبرز الأدوات التي يستعين الفريق بها كمصدر لتزويد اللاجئين والمجتمع المحلي بالمعلومات الصحيحة حول فيروس كورونا، إضافة إلى مشاركة مواد تعليمية وتفاعلية لأهداف الدعم النفسي – الاجتماعي والتمكين.
الرسومات المُرفقة ننشر بعضها كما وصلتنا من الأطفال من غير تعديل.