في هذه الصورة 1982، أحد أبناء بلدة البازورية في جنوب لبنان، وكان قد شارك احتفال افتتاح مركز مؤسسة عامل الصحي خدمة أبناء البلدة والجوار. ومنذ ذلك اليوم، تطور المركز واتسعت برامجه، إلا أنه لم يُغلق في وجه الناس قط، 40 عاماً بكل أحوالها، حروب وأزمات وانتصارات، شهدها هذا البيت الآمن لبسطاء الناس.
اليوم، شكّلت جائحة كوفيد19 تحدياً جديداً لفريق المركز، في ظل انتشار الذعر والإصابات والاقفال العام المتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي، ما زاد الضغط على خدمات المركز وأقسامه، وقد خضع كباقي مراكز “عامل” لتدريبات مكثفة لمواجهة تفشي فيروس كورونا بالتزامن مع مهماته الجددية التي انطلقت مؤخراً تحت إشراف بلدية البازورية ووزارة الصحة، والتي تتضمن توفير رعاية منزلية لمصابي كوفيد19 من خلال مدهم بالمساندة الطبية والأدوية والرعاية النفسية إضافة إلى أجهزة الأوكسجين التي سيبدأ توفيرها للناس مع نهاية الإسبوع بقدر الإمكانيات المتاحة، وقد تم وضع هذه الخطة بعد مسح الحاجات والتشاور مع المجلس البلدي لتكامل الجهود وسد الثغرات قدر الإمكان.
تشير مسؤولة المركز رجاء عبود إلى أن “التحدي الحالي وعالرغم من صعوبته، إلا أنه زاد خبرة الفريق الصحي بمركزنا وكان بمثابة امتحان لمدى الالتزام والتفاني الإنساني عند كل العاملين في الخطوط الأمامية، فكل أزمة هي فرصة لتطوير عمل الفريق وتشجيعه على العطاء، وهذا الأمر عزّز قدرة الصمود والاستمرار بالعمل في ظل الضغوطات المتصاعدة، خصوصاً في ظل ازدياد عدد الأشخاص الذين يحتاجون للوصول لحقهم في الصحة من لبنانيين ونازحين على حد سواء، فالناس لم تعد قادرة على تحمل نفقات الطبابة في العيادات الخاصة”.
وتضيف عبود: “إن مهماتنا الجديدة تم تخطيطها وتنسيقها عن قرب مع لجنة الطوارئ المؤلفة من كل المنظمات المحلية الفاعلة وبإشراف البلدية، وهي تتضمن بشكل أساسي تقديم رعاية منزلية لمصابي كورونا لتخفيف الضغط عن المستشفيات التي فقدت قدرتها الاستيعابية، وهذا الأمر هو استمرار لدورنا منذ 4 عقود في تعزيز دعامات القطاع الصحي وضمان الحق بالوصول للصحة لكل الناس بدون تمييز”.
وتؤكد عبود أن أكبر تحدي للمركز حالياً هو الوضع الاقتصادي ومجموع الناس الذي يقصدونه من أجل طلب الاسناد الغذائي والمادي، ذلك أن الامكانيات الموجودة لا يمكن أن تكفي للجميع وبشكل مستدام.
هذا المركز الذي تم اختياره كالأول بين مراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان منذ عامين، مستمر بكل برامجه الصحية بشكل يومي، والتي تتضمن طب الأطفال، النسائي، القلب، الجلد وغيرها من التخصصات، إضافة إلى خدمات الصحة الانجابية والتوعية والصحة النفسية، وجلسات التوعية حول فيروس كورونا، وهو يتعاون مع عدة بلديات إضافة لبلدية البازورية بشكل مستمر في يانوح وبعال والمجادل ودير عامص من أجل توفير الأدوية والدعم لمصابي كورونا في تلك القرى.
في الشهرين الماضيين قدم المركز 7319 خدمة مباشرة لأبناء المنطقة والجوار، من خلال طاقمه المؤلف بنسبة 80% من النساء اللواتي كن بجزء منهن مستفيدات من البرامج والخدمات التي يقدمها لتمكين هذه الفئة ودعمها لقيادة عملية التغييرالاجتماعي.