في إطار التعاون بين الجامعة اللبنانية ومؤسسة عامل الدولية، استضافت ورشة عمل في بيت عامل لحقوق الإنسان بحضور أساتذة جامعيين ومساعدين البحوث وطلاب الدراسات العليا الموفدين من برنامج التبادل في الجامعة، تمحورت حول أهمية التماسك الاجتماعي ودعم اللاجئين في المجتمعات المضيفة.

كما تناولت ورشة العمل قضايا أساسية في ميدان العمل الإنساني، من ضمنها تحليل إجابات واستراتيجيات الجهات الفاعلة المحلية والوطنية والدولية لدعم المجتمعات المضيفة وتكامل مهامها، إضافة إلى تحليل العوامل والجوانب الثقافية لاستثمارها في مد الجسور واطلاق المبادرات على الأرض ، إلى جانب دور العمل الاجتماعي الأكاديمي في هذا المجال.

وقد ضمت ورشة العمل مشاركين من دول عدة بقيادة الدكتورة رانيا منصور منسقة مشروع “Lebanon Mobility” إلى جانب البروفيسور رالف ايريك روسوبف مدير المشروع والبروفيسورة كريستينا هليديبراندت من الجامعة الألمانية البروفيسورة آيات نشوان ود. عبدالله غازان وعدد من الباحثين والطلاب المساهمين في هذا المشروع على ربط الجانب الأكاديمي بالعمل الميداني.

وكانت مداخلة لرئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا اعتبر فيها أن التفات القطاعات الأكاديمية للعمل الإنساني أمر جوهري، لأن النتائج التي يخلص إليها العاملون الميدانيون تحتاج لاحقاً إلى تأطير وارشفة التجربة بشكل نظري أكاديمي، بهدف نقلها لاحقاً إلى باقي المجتمعات والأجيال.

وقد أضاء د. مهنا في مداخلته على خطة الاستجابة التي أطلقتها مؤسسة عامل في العام 2012 لاستيعاب نتائج الأزمة السورية، والتي ساهمت في تقديم مليوني و400 ألف خدمة للنازحين السوريين، عبر 24 مركزاً منتشراً في كافة مناطق لبنان و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين ووحدة رعاية لأطفال الشوارع، بقيادة 800 متطوعاً ومتفرغاً جلّهم من الفئة الشابة والفتيات بالذات.

ورداً على سؤال من المشاركين حول سر نجاح مؤسسة عامل وهي خارج المنظومة السائدة، أوضح د. مهنا أنه على الرغم من صعوبة العمل في المجتمع اللبناني الذي ينقسم بشكل طائفي وفئوي، إلا أن مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية التي تحمل ثقافة الالتزام بالإنسان معزل عن خياراته، استطاعت أن تكسب ثقة المجتمع المحلي بالتعاون مع الجهات الدولية من خلال عملها في برامج التمكين والرعاية الصحية بكافة مجالاتها.

كما أشار إلى أن عامل قد حرصت على الانطلاق من فهم طبيعة وظروف المجتمع اللبناني لتحديد الحاجات والبرامج المطلوبة للسير نحو عملية التنمية والسلم الاجتماعي في لبنان، وعبر الفهم والتعاون مع اللبنانيين من مختلف المشارب والمناطق في ظروف السلم والحرب، استطاعت المؤسسة أن تضع لبنة الأساس في عملية التغيير الاجتماعي السلمي  وأن تكون أنموذجاً لبنانياً وعربياً يحتذى به، رافعة “شعار التفكير الإيجابي والتفاؤل المستمر”، حيث خصصت المؤسسة برامج متنوعة لتأهيل المجتمع وتنميته معتمدة توجه مثلث الأضلاع: (خدمة – تنمية – حقوق).

وختم بالقول: “بإمكاننا أن نلخص فلسفة عامل بالمهمة التالية: تعزيز إنسانية الإنسان بغض النظر عن انتماءاته الدينية أو السياسية أو المناطقية أو العرقية والحفاظ على كرامته. وأكد بأن عامل ستستمر بعطائها في كل الظروف، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني في سبيل بناء الدولة المدنية الديمقراطية العادلة، والدفاع عن قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

من جهتها شكرت د. رانيا منصور مؤسسة عامل على استضافتها وتعاونها في نقل تجربتها الرائدة في العمل الإنساني للمشاركين، مؤكدة أن الجامعة ملتزمة من خلال برامجها ومناهجها على إيلاء العمل الإنساني أهمية وحضوراً دائماً، كما شددت على ضرورة تعزيز مفهوم التماسك الاجتماعي والتضامن بين اللاجئين والمجتمع المحلي وهو ما يطمح إليه هذا البرنامج.

تلت ورشة العمل زيارة ميدانية لمركز مؤسسة عامل الدولية التنموي في حارة حريك، الذي تم افتتاحه عام 2009 كاستجابة لحاجات المنطقة وخصوصاً في حارة حريك ومحيطها، ليتحول مقصداً لأبناء المجتمع المضيف والنازحين على حد سواء، وهو يخدم عشرات الآلاف من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وعراقيين وغيرهم ممن يستفيدون من برامجه المتخصصة في القطاعات التالية: الصحة والحماية والتعليم والتدريب المهني لفئات الشباب والنساء والرجال والأمن الغذائي.