تفقد ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور عبدالناصر أبو بكار مراكز صحية – اجتماعية لمؤسسة عامل الدولية في بيروت، بهدف الاطلاع على أبرز برامجها الإنسانية التي تستجيب لحاجة آلاف الناس في مناطق عدة، حيث كان في استقباله د. كامل رئيس مؤسسة عامل الدولية وعضو الهيئة الإدارية في المؤسسة د. زينة مهنا والمنسق الصحي محمند الزايد وفريق عمل المؤسسة.

استهلت الزيارة التفقدية بجولة على مختلف أقسام مركز الدكتور غازي بيضون الصحي – التنموي في برج البراجنة الذي يوفر برامج صحية واجتماعية لمساندة أبناء المنطقة والجوار منذ أربعين عاماً، إذ يضم المركز الذي يعمل بالتعاون مع وزارة الصحة وشركاء محليين ودوليين، اختصاصات طبية متنوعة وفحوصات مخبرية وقسم للصحة النفسية والتوعية الاجتماعية والصحية، وقد تحدث الدكتور أبو بكر مع فريق المركز حول التحديات التي تواجه عملهم وعوامل صمودهم في ظل أقسى الظروف التي يمر بها لبنان، ووقوفهم إلى جانب الناس.

وقدم منسق الصحة في عامل محمد الزايد شرحاً حول أوضاع وحاجات منطقة برج البراجنة التي تضم لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين ومهاجرين من دول افريقية واسيوية، وأكد أن البرامج التي ينفذها المركز بالشراكة مع منظمات دولية ومحلية شريكة، تعمل على مبدأ الكرامة والحقوق وعدم التمييز، وقد تمكنت خلال محنة تفشي جائحة كوفيد19 من لعب دور محوري في نشر الوعي وحماية المجتمع من التفشي المجتمعي ومداواة المصابين من خلال فريق الرعاية المنزلية، وشرحت السيدة راوية مهنا حول عمل فريق المركز المستمر بالقيام بواجبه منذ أربعة عقود.

المحطة الثانية كانت في مركز عامل الصحي – التنموي في الأشرفية، والذي تم افتتاحه في العام 2021 استجابة لحاجات أهالي المنطقة، خصوصاً في أعقاب انفجار مرفأ بيروت وتدهور الوضع المعيشي، بعد أن ألحق الانفجار أضراراً جسيمة بالمدينة، وكانت منطقة الأشرفية وجوارها من أكثر المناطق تضرراً، خصوصاً كرم الزيتون التي تعدّ من أكثر المناطق المهمشة في بيروت، ومن هنا جاء افتتاح هذا المركز ضمن خطة الاغاثة والطوارئ التي نفذتها المؤسسة استجابة لحاجات المنطقة وجوارها وتضامنا مع  المتضررين.

وشرح فريق مركز الأشرفية طبيعة العمل والبرامج التي تنفذ مع شركاء محليين ودوليين، والمهام التي تتضمن الرعاية الصحية (معاينات، فحوصات مخبرية) والأنشطة التنموية التي تهدف إلى تمكين الناس ومساندتهم في صمودهم، هذا إضافة إلى أنشطة برنامجي مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي الموجه للفتيات والنساء ودعم العمال والعاملات المهاجرين، وحملات اللقاح المجانية وغيرها من البرامج.

وقد رحب د. مهنا بالدكتور أبو بكار مؤكداً على أهمية العمل من أجل التوفير الحق في الصحة للجميع، بالفعل لا بالشعارات فحسب، واشار إلى أن مؤسسة “عامل” المدنية غير الطائفية، ستبقى تناضل من أجل كرامة الناس، وبناء دولة العدالة الاجتماعية، مهما اشتدت الظروف، وهي تبذل اليوم أقصى إمكانياتها على الصعيد الميداني، وفي مراكزها الصحية التنموية الـ 30 وعياداتها النقالة، استجابة للأزمة متعددة الأبعاد، من خلال تعزيز برامجها الصحية والإغاثية التي تخدم المناطق المهمشة، بقيادة 1400 متفرغ ومتطوع يعملون بتفانٍ والتزام، سعياً لتكريس النموذج التغييري الذي وضعت “عامل” أسسه، ليكون بمثابة حلّ يحتذى به لبناء لبنان دولة المواطنة والعدالة.

وقال مهنّا: “إن خطة الاستجابة التي أطلقتها المؤسسة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، تجسد عملياً مفهوم المواطنة والعمل بحسب حاجات الناس وليس بحسب التوزع الطائفي أو المناطقي، إذ تضمنت تخصيص عيادة نقالة في مار مخايل، وأخرى للمسنين في الأشرفية، وإطلاق مراكز صحية تنموية في الأشرفية وبرج حمود ورمل الظريف ومنطقة العرقوب ومركز ثالث في عين الرمانة، بما فيه من مصلحة للفئات الشعبية، بالتعاون معهم وليس بالتنظير عليهم من الفنادق والمؤتمرات.

كما أكد مهنا أن شراكة “عامل” ومنظمة الصحة والعمل معاً من اجل هدف واحد هو إنسان معافى بجسده وعقله، هو نموذج للشراكان الندية الفاعلة التي تساهم في تحسين حياة الناس وتوفير حقوقهم.

من جهته، أثنى الدكتور أبو بكار على مقاربة “عامل” الإنسانية، وعلى حجم الجهود المبذولة تضامناً مع الناس، وخصوصاً برنامج الحق بالصحة للجميع، مع الحفاظ على جودة عالية من خلال أفضل المعدات الطبية وأفضل العاملين الملتزمين بصون كرامة الناس، معتبراً أن “عامل” هي في مقدمة المنظمات التي تشكّل مثالاً يحتذى به للعمل في مجال الصحة ويجب أن تعمم تجربتها محلياً وعالمياً.