مهنا: أي عمل إنساني لا يلتزم بالقضايا العادلة للشعوب ليس بالعمل الإنساني

انطلقت أعمال المدرسة الصيفية في القانون والنزاعات المسلحة للعام 2019، بحضور 30 مشاركاً من 8 دول عربية، في نسختها التاسعة على التوالي، بمشاركة حقوقيون وباحثون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، بالتعاون بين عامل وكلية الحقوق في جامعة الحكمة La Sagesse ودعم من منظمة دياكونيا وعدد من الخبراء القانونيين، بإشراف د. كريم المفتي مسؤول “بيت عامل لحقوق الإنسان”.

انطلقت أعمال الدورة في الـ2 من أيلول المنصرم بحضور د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، ومدير دياكونيا الإقليمي سيدريك شقير، وهبة قشور منسقة برنامج بناء القدرات وفريق من مؤسسة عامل والطلاب المشاركين، وذلك في بيت عامل لحقوق الانسان – المصيطبة.

وتحدث مهنا حول تجربة عامل في إطار العمل الإنساني والإجتماعي والحقوقي، سواء في أكثر البيئات تهميشاً وضعفاً في لبنان أو على صعيد انعكاسات الأزمة السورية التي عصفت تبعاتها على المجتمع اللبناني المضيف، وكذلك على النازحين واللاجئين الذين لجؤا إلى لبنان، وهي رؤية مبنية على خمسة عواميد تشكل نقاط فلسفة عامل الاساسية، وهي أن العمل الإنساني يجب أن يكون مع الفئات الشعبية ، وضد ازدواجية المعايير بين شعوب العالم ويناضل من أجل توزيع عادل للثروات، ومن أجل اقامة دولة العدالة الاجتماعية ومناصرة قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

د. مهنا أثناء كلمة اطلاق أعمال المدرسة الصيفية

 

 وقد شرح د. مهنا في مداخلته أيضاً، حول حاجة العالم إلى الالتزام بالأطر القانونية والإنسانية في حماية الضعفاء في ظل الانتهاكات المخزية التي تحصل بحقوق الإنسان حتى في الدول التي تدعي احترامها مثل أوروبا، مشيراً إلى أن إن الرؤية التي تقود مؤسسة عامل الدولية، مبنية بشكل أساسي على احترام  حقوق الإنسان وصون كرامته، بغض النظر عن أي انتماء سياسي أو ثقافي أو ديني أو عرقي أو مناطقي، وأنه لا يمكن المضي ببناء مجتمعات تتمتع بالعدالة والعافية من دون توطيد احترام هذه الحقوق والحريات، عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة.

من جانبه تحدث المدير الإقليمي لدياكونيا السيد سدريك شقير حول نشأة المنظمة ومناصرتها للقضايا العادلة في المنطقة. وشدد حول تركيز المنظمة على دعم فئة الشباب التي تحمل عوامل النشاط والاستدامة في المجتمعات، مؤكداً أن هدف منظمة دياكونيا من التعاون بهذه المبادرة هي دعم كل شخص وناشط في مجال القانون الإنساني والحقوق تحت عنوان “أناس يغيرون العالم”، إذ تتعاون المنظمة مع الجمعيات المحلية في عشرات الدول حول العالم ومن ضمنها لبنان، حيث تعمل مع 10 جمعيات محلية على قضايا انسانية متنوعة.

السيد سيدريك شقير أثناء مداخلته

 وستركز الدورة التدريبية، ومدتها أسبوعان، على تزويد الحقوقيين والباحثين والمدافعين عن حقوق الإنسان بالمعرفة والخبرات اللازمة للعمل والبحث حول القانون الدولي الإنساني من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية خلال النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ، وتعزيز الجهود الأكاديمية والتدريبية في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان في لبنان والعالم العربي تحديداً، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات مسلحة وعنف. وسيحاضر في الدورة خبراء محليين ودوليين العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة (OCHA)، مؤسسة نداء جنيف، الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، جمعية الدرع الأزرق العالمية، بالإضافة الى قضاة لبنانيين وعرب.