قاعة جديدة، متعددة الاستخدامات التنموية والإنسانية، افتتحتها مؤسسة عامل الدولية ضمن مركزها الصحي – التنموي في الخيام، لتعزز من قدرات استجابة المركز الذي يعمل في الخيام ومحيطها منذ 40 عاماً، خصوصاً في ظل تزايد حاجة المجتمع اللبناني لمزيد من التضامن والدعم في مواجهة المحنة الحالية.

وقد جاء إنشاء هذه القاعة بالتعاون مع القطاع الشرقي لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل)، الذي قدم الهبة دعماً لأنشطة التدريب والتمكين والتوعية الصحية والاجتماعية التي يوفرها المركز للمجتمع المحلي والنازحين.

حضر الافتتاح رئيس بلدية الخيام المهندس عدنان عليان وممثل قوات اليونيفيل مدير مكتب الشؤون المدنية العقيد سانتياغو غونزاليز رودريغيز والشيخ باقر عبدالله ممثلاً مفتي مرجعيون – حاصبيا المفتي الشيخ عبدالحسين عبدالله وحشد من فعاليات المنطقة، حيث كان في استقبالهم رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات التطوعية في لبنان د. كامل مهنا وعضو الهيئة الإدارية في المؤسسة د. زينة مهنا ومسؤولة مركز الخيام ميسم حيدر والفريق الميداني والإداري في المؤسسة.

كلمة الدكتور كامل مهنا الترحيبية أضاء من خلالها على معاناة أبناء الخيام البلدة التي له شرف وفخر الانتماء إليها من سياسة الإهمال والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة، وحيا دور المقاومة التي حررت الجنوب مؤكداً أن فلسطين ستبقى قبلة كل الشرفاء كقضية عادلة لشعب مناضل، وعامل التي تقود عالمياً المقاومة الإنسانية والاجتماعية ملتزمة بهذه القضية. كذلك أشاد مهنا بالشراكة بين “عامل” و”اليونيفيل” بما فيه من مصلحة للفئات الشعبية في الجنوب، مشيراً إلى أن تجذر مؤسسة عامل الدولية في قرى وبلدات الجنوب تعمق بفضل تفاني الفريق، وأيضاً مساهمة الشركاء الذين دعموا برامج المؤسسة ونضالها الإنساني في المنطقة، بهدف تعزيز قدرات الناس ومساندتهم للصمود في وجه كل الظروف التي عصفت بالجنوب من احتلال وحروب ومؤخراً الظروف الصحية والاقتصادية والمعيشية.

كما أكد مهنّا أن كل خطوة تقوم بها “عامل” لتحسين قدرات مراكزها الإنسانية، إنما هي استكمال لرحلة نضال تخوضها المؤسسة إلى جانب أهلنا في الجنوب منذ 4 عقود، عبر برامج ومشاريع متنوعة في مجالات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل والتعليم والتنمية الريفية وتمكين المرأة  وغيرها من القطاعات، بناء على مقاربة التضامن والندية والكرامة الإنسانية، وهي حالياً تعمل من خلال مجموعة مراكز صحية – اجتماعية في الخيام، مرجعيون، العرقوب، حلتا، فرديس، إبل السقي، صور البازورية، والنبطية.

واعتبر أن مهمة تعزيز وصول الناس إلى الحقوق الأساسية بكرامتهم من غير أي تمييز عنصري أو مفاضلة، هي رسالة عامل وطريقها نحو تحرير الإنسان من كافة أشكال التخلف والتبعية والظلم، وأن دعم قوات “اليونيفيل” لبرامج مؤسسة عامل ومراكزها الإنسانية، المستمر منذ عقود، وهو تعاون يقوم على مبدأ التضامن مع الناس وتمكينهم، بمعزل عن انتماءاتهم، والعمل على الاستجابة لحاجاتهم وواقعهم، ذلك أن تسخير كل امكانية وكل جهد للنهوض بالإنسان في لبنان وفي كل العالم، هو الهدف والمحرك لمسيرة المؤسسة التي ناهزت الخمسة عقود، ومصدر قوتها في مواجهة كل الأزمات المحيطة بلبنان.

بدوره أثنى الأستاذ عدنان عليان على جهود مؤسسة عامل الدولية واليونيفيل لتوفير أفضل الظروف الإنسانية لأبناء المنطقة، مؤكداً أن جذور “عامل” ضاربة في عمق بلدة الخيام وهي جزء من هويتها والملاذ الآمن لأبناء المنطقة، الذين يلجؤون للمؤسسة في شتى الظروف.

وتوجه بالشكر إلى قوات اليونيفيل التي تدعم جهود المؤسسات الإنسانية في الجنوب، التي تعمل على تعزيز صمود الناس وقدرتهم على الوصول إلى حاجاتهم بما يحفظ كرامتهم وحقوقهم.

الدكتورة زينة مهنا، من جهتها، أشادت بأهمية التعاون المستمر بين قوات “اليونيفيل” و”عامل” في أكثر من مجال ومركز إنساني تابع للمؤسسة، وأكدت أن مؤسسة عامل التي تناضل بغرض النهوض بالإنسان والمجتمع، عبر برامجها الإنسانية التنموية ومراكزها المتجذرة في أكثر المناطق تهميشاً، تحاول اليوم بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين، توحيد الجهود استجابة للأزمة التي تعصف بسكان لبنان جميعهم، وتضع حاجات الناس في مقدمة أولوياتها، ضمن خطة الطوارئ التي أطلقتها خلال العام 2020، لافتة إلى أن رسالة مؤسسة عامل القائمة على صون كرامة الإنسان وتأمين حقوقهم الأساسية، تترجم في الميدان من خلال العمل مع الناس وتمكينهم لأخذ مصيرهم بيدهم، عبر اطلاق مراكز إنسانية آمنة تقدم لهم برامج شاملة تقوم على نهج تضامني، ويتولى توفير حقوقهم بأشكال مبتكرة تراعي خصوصياتهم وحاجاتهم.

ممثل قوات اليونيفيل مدير مكتب الشؤون المدنية العقيد رودريغيز أثنى على جهود مؤسسة عامل الدولية ووقوفها إلى جانب الناس بمختلف الظروف حفاظاً على كرامتهم وحقوقهم، مؤكداً أن قوات “اليونيفيل” تحاول توفير كل ما هو ممكن لتعزيز قدرات الفاعلين الإنسانيين في المنطقة وذلك بالتعاون الوثيق مع البلديات ومع المؤسسات الرائدة في العمل الإجتماعي والإنساني كمؤسسة عامل التي تقوم بدور كبير في الجنوب وباقي المناطق اللبنانية.

وكانت مؤسسة عامل الدولية، قد تسلمّت خلال الأشهر الماضية مجموعة من التبرعات العينية مقدمة من الكتيبتين الصينية والأسبانية في قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، بهدف مساندة برامج “عامل” الإنسانية التي تعمل مع عشرات الآلاف من الأشخاص ضمن مختلف مناطق الجنوب وباقي الأراضي اللبنانية.