في إطار مهمتها الإنسانية في منطقة البلاد العربية وبالتعاون مع مؤسسة عامل الدولية في لبنان، قدمت بعثة عيادة Toledo HearCare Connection [i الطبية في أوهايو، مساعدة لـ55 طفلاً لبنانياً وسورياً في مجال الرعاية الطبية لمشاكل السمع والأذن والسماعات الطبية المجانية، بإشراف الدكتورة رندة منصور وبمبادرة من المهندس رامي عيدي ووالدته السفيرة رابحة عيدي.

امتدت المهمة على يومين متتاليين في مركز مهدي عيدي الصحي – التنموي في بلدة مشغرة، وهو مركز تم افتتاحه في العام 2014 نتيجة لحاجة المنطقة وتدفق النازحين السوريين على مناطق البقاع، ويعمل حالياً في 5 مجالات رئيسة، الرعاية الصحية الأولية، رعاية المسنين، التعليم، حماية الأطفال، ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتزويج المبكر.

تم استقطاب الأطفال من الفئات الأكثر ضعفاً في المنطقة، ومن هم تحت عمر الـ18 عاماً، ليحصلوا على معاينات تشخيصية، وسماعات طبية خاصة، تمكنهم من استعادة أو تحسين حاسة السمع التي تؤثر بشكل أساسي على حياة الطفل ونموه الاجتماعي وتحصيله التعليمي. ولقد أشرف على تنفيذ العملية إضافة إلى الدكتورة منصور، مسؤول برامج الرعاية الصحية في عامل محمد الزايد ومسؤولة المركز راغدة يونس.

تشكل الإعاقة السمعية عائق أمام تعليم الأطفال ونموهم الاجتماعي.

العديد من الأطفال الذين استفادوا من رعاية هذه البعثة واستعادوا قدرتهم على السمع، حظوا بفرصة جديدة لإكمال أو بدء تعليمهم ضمن المدارس واتخاذ خطوات جديدة في حياتهم، الأمر الذي يبين أثر كل عمل إنساني مهما كان متواضعاً على حياة الفئات الأكثر تهميشاً، التي قد تحرمها إعاقة سمعية من كافة مجالات الحياة الأكاديمية والاجتماعية.

وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية[ii]، هناك 360 مليون شخص حول العالم أى نحو 5% من سكان العالم، يعانون من فقدان السمع المسبب للعجز، 32 مليون منهم من الأطفال! فيما يتعرض  حوالي 1.1 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة لخطر فقدان السمع بسبب ضوضاء الموسيقى.

وتعرّف المنظمة ضعف السمع، على أنه عدم القدرة على السمع مثل شخص له سمع عادي. ويمكن أن يتراوح ضعف السمع، لدى المصابين به، بين السمع الثقيل والصمم. وإذا كان الشخص لا يسمع إطلاقاً فهو مصاب بالصمم. ويمكن أن يكون ضعف السمع وراثياً أو ناجماً عن الحصبة الألمانية أو مضاعفات الولادة، أو بعض الأمراض المعدية، مثل التهاب السحايا، أو استخدام بعض الأدوية السامّة للأذن، أو التعرّض للصخب المفرط، أو التقدم في السن.

وتشير إلى أن تجنّب ضعف السمع أو فقدانه، ممكن بنسبة كبيرة إذا ما تمت معالجة أسبابها الشائعة على مستوى الرعاية الصحية الأولية.

 

55 طفلاً سوريا ولبنانياً استعادوا حاسة السمع بجهود هذه البعثة.

وتجدر الإشارة بأن هذه المبادرة ستستمر في السنوات القادمة لمساعدة الأطفال أصحاب الحاجة في هذا المجال. وإن مؤسسة عامل تحيي هذه المبادرة الطيبة مع تجديد الشكر للسيد رامي عيدي والسفيرة رابحة عيدي اللذين قدما هذا المركز لعامل، والدكتورة رندة منصور على هذه اللفتة الطبية التي أعادت الأمل لهؤلاء الأطفال.

[i] http://www.hearcareconnection.org/mission

[ii] https://www.who.int/topics/deafness/ar/