أطلقت مؤسسة عامل الدولية خلال حفل افتتاح رسمي، مركزها الإجتماعي – التنموي في مدينة النبطية، بحضور رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبدالله أحمد ورئيس بلدية النبطية السابق الأستاذ مصطفى بدر الدين، ورئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا وأعضاء الهيئة الإدارية فيرجيني لوفيفر ود. زينة مهنا والفريق الصحي والتنموي في المؤسسة.
ويأتي إطلاق هذا المركز، في إطار خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها مؤسسة عامل الدولية في العام 2020، وتتضمن تعزيز جهودها في كافة المناطق اللبنانية، استجابة لحاجات الناس وصوناً لحقوقهم وكرامتهم. وهو يضاف إلى شبكة مراكز صحية – تنموية أخرى وعيادات نقالة تنتشر في مناطق الجنوب منذ أربعة عقود، وتعمل مع الإنسان الجنوبي لتعزيز صموده وقدرته على المقاومة الإنسانية بكل أشكالها.
وقد كانت كلمة للدكتور كامل مهنا قال فيها: “إن سعادتي غامرة اليوم بحضور معالي مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية القاضي عبدالله أحمد ورئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل ورئيس بلدية النبطية السابق الأستاذ مصطفى بدر الدين وكل الحضور الكريم، بإطلاق مركزنا الاجتماعي – التنموي في النبطية، وهي خطوة متواضعة للقيام بواجبنا اتجاه مدينة النبطية عاصمة الصمود والمقاومة، التي نحن مقصرون اتجاهها مهما فعلنا، خصوصاً في ظل التهميش التنموي التاريخي الذي تعاني منه”.
وأضاف: “إن ما نحتفي به اليوم، هذه المساحة الإنسانية الآمنة المخصصة للنساء والفتيات، إنما هو استكمال لرحلة “عامل” النضالية مع أهلنا في الجنوب، التي بدأت منذ أربعين عاماً، لنكون إلى جانب الإنسان الجنوبي في صموده وفي آلامه وفي نجاحاته ونموه، ونحن نعمل سوياً بالشراكة مع أهل الجنوب مذاك الحين، لرفع كل أشكال الإهمال والتهميش التنموي الذي تعيشه هذه المنطقة منذ عقود متواترة، بالتوازي مع الاعتداءات الصهيونية المتكررة، حيث حضرت مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية في مختلف مناطق الجنوب عبر برامج ومشاريع متنوعة في مجالات الرعاية الصحية الأولية وحماية الطفل والتعليم والتنمية الريفية وتمكين المرأة وغيرها من المجالات، وهي حالياً لديها مجموعة من المراكز الصحية – الاجتماعية في الخيام، مرجعيون، العرقوب، حلتا، فرديس، إبل السقي، صور البازورية، ويسرنا اليوم أن نضيف إليها مساحة إنسانية جديدة في النبطية، لتكبر وتنمو عائلة عامل”.


كما أكد مهنّا أن مؤسسة عامل الدولية تركّز على تمكين المرأة، عبر مجموعة من المشاريع المتخصصة في التمكين الاقتصادي والاجتماعي والرعاية الصحية والنفسية، لأن المرأة في مجتمعنا قوة شبه معطلة، ولا يمكن المضي قدماً نحو التغيير من دون تفعيلها ومشاركتها. فعامل ومنذ نشأتها استطاعت أن تبني رؤية مستقبلية علمية ومستمدة من الواقع لإيجاد الحلول والمداخيل اللازمة لقيادة عملية التغيير والتأثير المطلوبة لبناء مجتمع أفضل، فاعتمدت نهجاً متمايزاً بشؤون المرأة، وعلى الرغم من أنها تتشارك مع الجمعيات والمنظمات المحلية والدولية في مناصرة قضايا المرأة ودعم دورها الاجتماعي والسياسي في المجتمعات، والإيمان بمكامن التغيير والقوى التي تمتلكها لتغيير مصير الناس وإنشاء الثقافة الجديدة، إلا أن “عامل” وبعد التجربة الميدانية والعمل مع المرأة اللبنانية من خلال برامجها، أسست نهجاً تكون فيه المرأة شريكة للرجل في بناء المجتمعات وتحقيق قيم العدالة والديمقراطية وليس بالمنافسة معه”.
واختتم بالقول: إن التغيير في العالم العربي، والعالم أجمع، يمر حتماً من تمكين النساء ومشاركتهن في صناعة كل قرار. فإن كنت تطمح لتغيير العالم بإمكانك البدء بتمكين امرأة واحدة.
بدوره أشاد القاضي عبدالله أحمد بجهود مؤسسة عامل التاريخية في مختلف مناطق الجنوب، وبأهمية التكامل بالعمل بين القطاع العام والجمعيات الإنسانية، ذلك أن الأعباء كبيرة وبحاجة تعاون بين كل الأطراف الرسمية والشعبية والإنسانية، معتبراً أن نظام الإحالة الذي توفره المؤسسات الإنسانية بالتعاون مع الوزارات المختصة يعزز حماية الفئات المهمشة، خصوصاً المرأة، وأن وزارة الشؤون مستعدة لدعم كل مبادرة من شأنها النهوض بواقع المرأة والمجتمع ككل.
كما تحدث الدكتور أحمد كحيل رئيس بلدية النبطية حول المثال الرائد للعمل الإنساني الذي بنته عامل خلال مسيرتها، في مجالات العمل التنموي والاجتماعي، متمنياً التوفيق للمؤسسة وداعياً كل الجمعيات الإنسانية لتحذو حذو “عامل” في التزامها وعملها مع الناس في النبطية وكل المناطق اللبنانية، بالتنسيق مع الجهات المحلية وبالاستفادة من كل عناصر القوة التي يمكن تسخيرها لخدمة الناس.
من الجدير ذكره أن هذا المركز سيكون “مساحة آمنة للفتيات والنساء” من سكان المدينة والمحيط، في إطار مشروع “تطوير مساحات آمنة للفتيات والنساء للوقاية والاستجابة لحالات العنف القائم على النوع الإجتماعي في لبنان” الذي ينفذ بالشراكة مع سفارة بلجيكا، ويهدف إلى تمكين النساء والفتيات وإشراكهن وأفراد المجتمع في تطوير أماكن وآليات حماية مرنة تساعد في الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث سيتم من خلاله ومن خلال مساحات آمنة أخرى أطلقتها “عامل” في لبنان، العمل مع الأشخاص المعرضين لمختلف أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، إضافة إلى تدريب عناصر من الشرطة البلدية، وأفراد من الهيئة التعليمية والإدارية في المدارس الخاصة وشبه الخاصة والرسمية، وناشطين في مجال حقوق الإنسان، ومعلمين وصيادلة، بحيث يتم إشراك كل المعنيين في المجتمع ليساهموا في نجاح المهمة.
كما ستوفر هذه المساحة الآمنة، أنشطة ثقافية واجتماعية، وبرنامج العلاج النفسي الفردي للنساء والفتيات الذي يهدف إلى تحسين رفاههن وصحتهن النفسية، ومساعدتهن للتغلب على مشاكلهن باستخدام عدة أساليب علاجية نفسية، وتوفير جلسات العلاج الدرامي والعلاج بالفن مع مجموعات من النساء والفتيات، وإقامة جلسات توعية حول العنف القائم على النوع الإجتماعي مع المراهقين من خلال منهجيات مبتكرة وفنية، بالتوازي مع تدريب الجهات الفاعلة، المذكورة أعلاه على الحماية من العنف القائم على النوع الإجتماعي، وعلى القوانين واللوائح المعمول بها.