عقد تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني، لقاءاً طارئاً في مركز مؤسسة عامل الدولية، على خلفية الجرائم الصهيونية ضد شعبنا في غزة، وأصدروا بياناً تلاه المنسق العام للتجمع د. كامل مهنا:

مجدداً، يمعن الاحتلال الصهيوني بجرائمه بحق الشعب الفلسطيني المرابط على تخوم غزة، بشكل فادح وعلى سمع المجتمع الدولي ومرآه، بالتزامن مع الجريمة القانونية والتاريخية والإنسانية المتمثلة باعتراف الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، ضاربين بعرض الحائط كل المواثيق والاتفاقات الدولية التي تعترف بالقدس مدينة محتلة!



لقد تحدى هذا العدو، طيلة فترة اغتصابه لفسطين منذ العام 1948 وحتى اليوم كل القوانين والأعراف الإنسانية، مثبتاً أنه لا يكترث لأي شكل من أشكال القانون الدولي، معتمداً في اعتداءاته المتكررة على الدعم الأمريكي له في شتى الميادين العسكرية والسياسية والقانونية. ولكن بالتزامن مع هذا التخاذل الدولي، نحن اليوم نشهد ايضاً أعلى درجات التواطئ الرسمي العربي، المتزامن مع تحجر شعبي عربي لا يرقى لمستوى الجرائم الصهيونية التي قتلت خلال اسبوع واحد حوالي 60 شهيداً أعزلاً على الحدود مع غزة وجرحت الآلاف في هذا القطاع المحاصر منذ سنوات، من قِبل القريب قبل العدو.

ولكن على الرغم من هذه الوقائع المؤلمة، واثقين بأن ما يمتلكه شعب فلسطين من عزيمة وايمان وروح جهادية، كفيل أن يحقق له النصر على الرغم من كل الدعم الذي يتلقاه المحتل من البعيد والقريب، حيث تشكل هذه النضالات استكمالاً لمسيرة الكفاح الفلسطيني المستمرة منذ حوالي مئة عام، سواء ضد الاحتلال العثماني او البريطاني ومن ثم الاحتلال الصهيوني الذي يشكل أخطر استعمار عنصري استيطاني عرفتة الإنسانية.

إننا في تجمع الهئيات الأهلية التطوعية ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني إذ نحيي صمود وبسالة شعبنا في فلسطين، على الحدود في غزة أو الذين انتفضوا في باقي القرى والمدن الفلسطينية المحتلة، ندعو الشعوب الصديقة والدول العربية للتحرك الفوري لوقف جرائم الاحتلال الاسرائيلي وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب الذين وثقتهم الكاميرات وهم يتلذذون بقتل اطفال غزة وشبابها، والمطالبة بتطبيق المادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين الفلسطينين في غزة.

كما نعلن أننا نحضّر لارسال فريق اغاثة طبية إلى قطاع غزة المحاصر، والذي عاني نقصاً في المعدات والفرق الطبية ، بعد التشاور والاتصال بالمنظمات الصديقة حول العالم، التزاماً بدورنا الإنساني لنصرة قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها القضية الفسلطينية.

كما اننا ندعو الشعوب العربية، إلى القيام بتحركات ترتقي إلى مستوى وجحم التضحيات التي يقدمها شعبنا الفلسطيني حفاظاً على الكرامة العربية والحق في استعادة فلسطين والدفاع عنها. كما اننا نطالب المجتمع الدولي بان يلعب دوراً عادلاً في حماية غزة ورفع الحصار عنها وتطبيق القوانين الدولية والاتفاقات بشأن الاحتلال.

ولقد توافق المجتمعون إلى ارسال مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تدعو لاتخاذ خطوات لردع اسرائيل عن عدوانها الوحشي ضد الشعب الفسطيني وإعلان تأييده لحق هذا الشعب في تقرير مصيره.