تقدر الاحصائيات الرسمية عدد الأطفال العاملين في لبنان بـ100 مئة ألف طفل، 6% من بينهم فقط لبنانيين، فمعظمهم من اللاجئين، ويتوزعون على عدد من القطاعات وخصوصاً قطاع الزراعة.

يعيش هؤلاء الأطفال ظروفاً صعبة وغير انسانية في أكثر الحالات، في ظل تعرضهم لكافة أنواع الاستغلال والعنف، حسب ما بيّنت دراسة ميدانية حديثة بعنوان “عمالة أطفال النازحين السوريين في القطاع الزراعي في سهل البقاع”، التي أطلقتها وزارة العمل بدعم من منظمة اليونيسيف في العام 2019.

ويتضح أن 75% من الأطفال اللاجئين بين عمر 11 و15 عاماً يعملون في قطاع الزراعة وخصوصاً في منطقة البقاع، التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين (341234) نظراً لمحاذاتها جغرافياً للحدود السورية وعوامل أخرى، اذ توضح دراسة تحت عنوان “الطلب على عمالة الأطفال من وجهة نظر المزارعين” التي اجرتها وزارة الزراعة بالتعاون مع اليونيسيف والجامعة الأمريكية، أن هؤلاء الأطفال ينحدرون من أسر تعاني انعداماً في الأمن الغذائي، وتستوطن الخيم في ظروف معيشية سيئة، ونحو 50 % منها تتألف من 7 أفراد على الأقل!

35% من الاطفال اللاجئين يعملون بالزراعة

وفي إطار الاستجابة لهذه الظاهرة المتفاقمة، منذ العام 1990 خصصت مؤسسة عامل برنامجاً لحماية الطفولة يقوم على الدعم النفسي-الاجتماعي وتعمل من خلاله مع الأطفال والأهل، وينفذ هذا البرنامج بدعم من منظمة اليونيسيف مع شركاء محليين ودوليين، كانت آخرهم بلدية القرعون التي وقعت مع مؤسسة عامل الدولية مُمثلة بمركز مهدي عيدي الصحي – التنموي في مشغرة، اتفاقاً ينص على العمل سوياً في الإطار الجغرافي التابع للبلدية على مستويين ضمن عدة بنود، أولاً محاولة الحد من ظاهرة عمالة الأطفال ما دون الـ14 سنة ومساعدتهم للالتحاق بالمؤسسات التعليمية، بالتوازي مع تحسين شروط الأطفال العاملين بأكبر قدر ممكن (الأكبر من 14 سنة)، عبر مراقبة ومنع الخروقات والاستغلال بحقهم، والعمل لتأمين ظروف ممكنة، إلى جانب تنظيم ورشات عمل وحملات توعية حول هذه القضية.

إن أهم مكونات مشروع حماية الطفل الذي ينفذ في مراكز عامل ضمن بيروت، والبقاع، مع الأطفال بين عمر 6 و16 عاماً، تتمثل بعمل ثنائي مع الأطفال ومقدمي الرعاية، حول مواضيع التربية  ومهارات التواصل والحوار وكيفية تجنب العدائية بين الأطفال، إضافة إلى كيفية حماية الأطفال من الاستغلال، ورعاية صحتهم النفسية، وغيره من المهارات والمكونات.

وتأتي هذه الاتفاقية بإطار المبادرات المستمرة التي يتخذها البرنامج مع البيئات المحلية للوصول إلى مساحات أكثر أماناً للأطفال، حرصاً على نموهم السليم ليكون مدماكاً في بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية.

إن مركز مهدي عيدي الصحي – التنموي في مشغرة، تم انشائه خلال العام 2011 بهبة من السيدة رابحة عيدي، ليكون مركز خدمات صحية – تنموية ورعاية لكل أهالي البلدة والجوار والنازحين، وتم تزويده بعيادة نقالة تجول لى تجمعات النازحين والمهمشين لمعالجة المرضى وتقديم الدعم النفسي – الاجتماعي.