مركز عامل في مشغرة يهب لمساعدة ضحايا انفجار بيروت

0
634

82 كلم التي تبعد مشغرة عن بيروت، لم تثن المركز الصحي – التنموي التابع لمؤسسة عامل في البلدة عن الالتحقاق بصفوف المتطوعين للقيام بواجبهم بأعقاب الكارثة التي حلّت  في بيروت.

راغدة يونس، مسؤولة مركز مهدي عيدي التابع لعامل في مشغرة استطاعت وفريق المركز التنموي وفعاليات المنطقة  والجمعيات الشريكة بدعم من البلدية، من جمع العديد من المساعدات العينية لإرسالها لبيروت على الرغم من الصعوبات التي واجهتهم، تقول: “بعد اللحظات الأولى للإنفجار الذي ضرب قلب لبنان واعتصر قلوبنا معها، بدأت أفكر كيف يمكننا مساعدة بيروت، ما الطريقة للقيام بالواجب عن بعد؟. قرّر الفريق وأنا التبرع بالدم لأبناء عاصمتنا لكن العائق التقني والصحي التي سببته جائحة كورونا حال دون بلوغ الهدف.”

فريق المركز يتسلم تبرعات من أهالي البلدة تضامناً مع بيروت

ولكن التحديات لم تكن عائقا لمساندة والتضامن مع ضحايا الانفجار، فالمركز أطلق مبادرات لجمع مساعدات مادية وعينية من البيوت في مشغرة. زينب عبدالله، العاملة الإجتماعية وزملائها من برنامج حماية الطفل في المركز كانوا من أوائل المتطوعين في جمع المساعدات فبعد الإنفجار المأساوي ” بدأت أنا وزملائي بجولة على بيوت البلدة طالبين منهم التبرع بأية مساعدات. وفي لحظات استلامنا لمجموعة المساعدات المادية أو العينية، كنت أفكّر أن ما ألامسه الآن سيصل إلى ضحايا الإنفجار ليبلسم جروحهم ويصبرهم على المآسي التي حلّت ببيوتهم، فيخفف هذا الموضوع ألمي وصدمتي مما حدث”.

لم يكتف المركز بتقديم المساعدات الإجتماعية، بل شاركت كذلك العيادة النقالة في تقديم الخدمات الصحيّة لضحايا الإنفجار. حيث كانت العيادة تجول في شوارع المدينة لتساعد كل محتاج من خلال إجراء المعاينات الصحية و تقديم الأدوية اللازمة.

المركز استقبل على مدى اسبوعين متتالين مساهمات الأهالي العينية والمادية

ناهية نصر الدين، ممرضة في العيادة النقالة، تعتبر أنّ من يشاهدما يجري عبر شاشة التلفاز ليس كمن يدواي الناس في الميدان ” فالوضع على الأرض أشدّ قسوة للرائي، لم يبقى سوى الرماد  على الأرض. الناس تائهون بين تضميد جروحهم، البحث عن الضحايا وإزالة الدمار التي خلفته الكارثة.”

اليوم، بعد مرور  شهر على الكارثة  لا تزال العيادة النقالة تقطع المسافات بين مشغرة وبيروت حتى تساعد الجرحى وتضمد جروحهم، ولايزال فريق المركز التنموي يواظب على جمع المساعدات وحثّ الناس على تعزيز روحيّة التضامن في هذا الوقت الصعب الذي يمرّ فيه لبنان. 

لم يكن مشغرة المركز الوحيد الذي باردر لنصرة بيروت المنكوبة، مراكز عامل جميعها قامت بدورها وسيتم الاضاءة على جهودها في الأيام المقبلة.