مركز عامل في عين الرمانة يستجيب لمأساة بيروت

0
536

مركز عين الرمانة الذي يتأهب مع إعلان كل حالة طوارئ في لبنان للقيام بواجبه، وجد نفسه في قلب المأساة التي حلّت ببيروت في 4 آب المنصرم. فهذه المرة، لم يقتصر دوره على اتخاذ مبادرات لمساعدة المتضررين من الانفجار فحسب، بل أيضاً تعرض عاملين ضمن فريق المركز التنموي الاجتماعي إلى ضرر مباشر وكبير خصوصاً الأخصائية النفسية التي دُمر بيتها بالكامل في منطقة مار مخايل إضافة إلى تعرض منازل زميلات أخريات لأضرار جزئية.

أمام هذه الكارثة، وزع المركز جهوده في مكانين، فريق يتولى مساعدة الزملاء المتضررين وفريق آخر يبادر لاطلاق مبادرة تضامنية تتضمن توزيع وجبات ساخنة وحصص غذائية وجمع تبرعات لأهالي منطقة عين الرمانة ومحيطها المتضررين وأيضاً ارسال مساعدات لمناطق التضرر المباشر حول المرفأ، وذلك بجهود فريق المركز والمتطوعين.

توزيع وجبات ساخنة على السكان المتضررين

كارول باليكي مسؤولة المركز أطلقت نداءاً إنسانياً على المستوى المحلي وبين المغتربين لجمع التبرعات والمساعدات العينية والمادية لضحايا الانفجار، كما أطلقت مبادرة توزيع الوجبات الساخنة التي استمرت لثلاثة أسابيع بالتعاون مع مراكز أخرى لعامل وشركاء ومتبرعين. تقول باليكي: “منذ اللحظات الأولى، حضرنا بقلوبنا وأذهاننا وتبادلنا الأفكار بشكل سريع عن نوع وحجم المساعدة التي يمكننا المساهمة بها في ظل هول المأساة وضخامتها، وإلى جانب مساعدة زميلاتنا المتضررات، بادرنا بشكل فوري لتحضير الوجبات الساخنة في مطبخنا وبدأنا بتوزيعها على الأشخاص المتضررين والمحتاجين. هذا العمل الميداني ساعدنا في التحقق عن قرب من الوضع العام والخسائر لدى الناس. لذا، قمنا بتنظيم عملنا بالتعاون مع الجهات الفاعلة لتغطية المنطقة بشكل كامل وتوزيع الوجبات الغذائية بشكل منظم يضمن وصول المساعدات لجميع أهالي المنطقة”.

توزيع حصص غذائية
ايصال حصص غذائية ووجبات ساخنة على المناطق المحيطة بالمرفأ
توزيع وجبات على المتطوعين

شذى ناصر المشرفة على  أنشطة الطبخ في المركز لم تنجز هذه الوجبات وحدها، بل حضرت الى المركز لمساعدتها عشرات المتطوعات من النساء المستفيدات، تقول شذى ” ” بدكن مساعدة” ؟ لم يمرّ أحد من جانب المطبخ إلا وكان يعرض عليّ المساعدة. كان هناك امرأة تتردد يوميا من طرابلس الى بيروت لمساعدتنا في تجهيز الوجبات، اضافة إلى العديد من المدربات داخل المركز وزميلاتنا من مركز حارة حريك اللواتي ساهمن في تحضير وتوزيع الوجبات على المتضررين” . شذى، من السكان المجاورين للمركز، كانت في منزلها لحظة وقوع الحادثة وعالرغم من الخسائر الجزئية التي طالت مسكنها، إلا أنها واظبت على تأدية دورها الانساني في التضامن وخدمة الناس في ظرف الطوارئ، وتؤكد أنّ ” البيت بيتعوض، بس الصحة وحياة الناس أهم”.

أمّا يمنى الأخصائية النفسية اختارت أن تقوم بمهامها كمتطوعة بمعزل عن الكارثة التي لحقت بمنزلها الذي دمر في منطقة مارمخايل، تقول: “في الحقيقة، عندما أيقنت حجم الكارثة التي حلّت في بيروت وأهلها، قررت المتابعة بعملي التطوعي. صحيح أنّ منزلي تضرّر بشكل كبير لكنّ كله قابل للتعويض أمام خسارة الناس لأحبائهم. لذا وجدت نفسي منذ اليوم الأوّل متطوعة لخدمة الناس ولم أفكّر  لحظة في التراجع”.

إلى جانب المساعدات الغذائية والاجتماعية ومسح الحاجات التي أجراها المركز، استطاع بمساعدة متبرعين وشركاء تأمين عشرات الفرش  Mattresses، إضافة الى 2000 قطعة ملابس جديدة غير مستعملة وزعت على النساء، الأطفال والرجال في المنطقة.