مركز “عامل” في عرسال: التضحية هي جوهر التضامن الإنساني

0
512

هنا يشكّل عدد اللاجئين ضعف عدد السكان المحليين، هنا تغيب مشاريع القطاع الرسمي عن كل ما يتعلق بالتنمية والتنظيم، هنا اختار الناس حماية مركز عامل تحت كل الظروف، هنا في عرسال اختارت مؤسسة عامل الدولية أن تكون  إلى جانب المواطنين للتضامن معهم.

“حياة الناس قبل حياتنا”

يعدّ مركز عامل في عرسال المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة في ظلّ غياب مشاريع التنمية والتحسين. هذه البلدة، التي تسجل نسبة بطالة عالية وضعف في عدة مستويات، تثابر فيها مؤسسة عامل منذ العام 1983 على تقديم الخدمات الصحية والتنموية لتمكين أهالي المنطقة والجوار والوقوف إلى جانبهم بمعزل عن الظروف، إذ يرفع فريق المركز شعار “حياة الناس قبل حياتنا”.

بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز الصحية خلال العام المنصرم 21549 شخصاً

على مرّ هذه السنين، وفي خضم كل الظروف التي واجهها لبنان وبشكل خاص منطقة عرسال، استمرّ المركز في تقديم خدماته لتشمل أكبر عدد من الاختصاصات الطبية وحملات التلقيح المجاني ومن جلسات التوعية للمرأة والأسرة، التي تطال عدة مواضيع جوهرية تهم الناس وتطال حياتهم، وتمدهم بالمعلومات التي تمكمنهم من مواجهة الظروف بشكل أفضل، وقد بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز  الصحية خلال العام المنصرم 21549 شخصاً، تضاف إلى باقة من الخدمات التنموية والاجتماعية التي يوفرها المركز لأبناء البلدة والنازحين.

دورات تمكين وجلسات توعية في المركز

 

خلال حملة اجراء فحوصات PCR التي نفذتها المؤسسة في البلدة

التزام المركز تجاه قضايا الناس، ظهر جليا خلال جائحة كورونا التي فتكت في لبنان حيث شارك المركز بحملة فحوصات مجانية لابناء البلدة والمخيمات التابعة لها بالتعاون مع شركائها وبإشراف وزارة الصحة، هدفت إلى تكوين صورة أولية عن وجود أي تفشي للفيروس داخلها، وذلك عبر اجراء الفحص على الحالات التي هي قيد التقصي نتيجة لوجود بعض الأعراض الأولية، كما يقوم المركز بأنشطة توعية مستمرة ضمن تعاونه مع خلية الأزمة في البلدية ويستمر في تقديم خدماته ضمن الاجراءات الوقائية الصحية حفاظاً على السلامة العامة.

هذه الجهود التي تبذلها عامل في مراكزها تزيد يوما بعد يوم من مصداقيتها، تروي لنا خلود إحدى النازحات في بلدة عرسال عن تجربتها مع المركز: ” بات هذا المركز بالنسبة لي ولأولادي بيتاً يسدّ لنا حاجتنا كلما ترددنا اليه. منذ الأزمة وحتى اليوم، لم يتوقف عن تقديم الرعاية لنا. هو لا يكتفي بتقديم الخدمات الصحية بل يتعداها لتقديم الخدمات الإجتماعية وحلقات التوعية. عندما ولد طفلي، لم أكن أعلم لولا المركز بضرورة اللقاحات للطفل وأهميتها ومنذ ذلك الحين أتردد الى المركز للحصول عليها مجانيا”.