مؤسسة عامل تطلق مركزها الصحي لخدمة أبناء عين الرمانة والجوار

0
724
أطلقت مؤسسة عامل الدولية خلال حفل افتتاح رسمي، مركزها الصحي لخدمة أبناء عين الرمانة والمحيط، بحضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود ورئيس بلدية الغبيري الأستاذ معن الخليل ومسؤولة الشؤون الإنسانية في السفارة الفرنسية كلوي بيدرو، حيث كان في استقبالهم رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا وعقيلته السيدة فايدة وأعضاء الهيئة الإدارية الأستاذ أحمد عبود وفيرجيني لوفيفر ود. زينة مهنا والفريق الصحي والتنموي في المؤسسة.
وقد جاء افتتاح هذا المركز منذ أشهر استجابة لحاجات الناس، في ظل تدهور الوضعين الاقتصادي والاجتماعي وتفشي جائحة كوفيد19 التي أجهزت على كل ما تبقى من قدرة للصمود عند الناس. ويضاف إلى مركز آخر تنموي يعمل مع أبناء المنطقة والمحيط منذ العام 2007، من خلال برامج تمكين متنوعة مع فئات النساء والأطفال والشباب، ويشكّل ملاذاً آمناً لهم.
يوفر هذا المركز مئات المعاينات والأدوية أساسية والإحالات لخدمات أخرى، إضافة إلى جلسات التوعية والتثقيف التي تتناسب مع حاجات أبناء المنطقة والمحيط، التي أجري عليها مسح شامل في العام الماضي ضمن خطتي الاستجابة لآثار انفجار بيروت ومكافحة تفشي فيروس كورونا، حيث تم اطلاق مجموعة مراكز لعامل في عدة مناطق ومن ضمنها مركز صحي تنموي اجتماعي في منطقة الأشرفية لخدمة أبناء ومقيمي منطقة كرم الزيتون ومحيطها.
وقد تخلل حفل الافتتاح كلمة ترحيب للدكتور كامل مهنا أكد فيها أن مؤسسة عامل الجمعية المدنية غير الطائفية، التي تعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته أو انتماءاته السياسية و”الدينية” والجغرافية، موجودة في منطقتي الشياح وعين الرمانة منذ أكثر من 40 عاماً للقيام بدورها، وهي اليوم تطلق رسمياً عمل هذا المركز ضمن خطتها الشاملة وسعيها الدؤوب لخدمة الإنسان والمجتمع وتعزيز الوصول للحق في الصحة، من خلال 28 و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة رعاية لأطفال الشوارع منتشرة في معظم الأراضي اللبنانية، وقال: “نحن نستهدف السلم الأهلي وأمان الإنسان ووصوله إلى حقوقه وكرامته مصانة في منطقة ارتبطت باشتعال الحرب الأهلية، ولكن أهلها يريدون العيش سوياً في دولة العدالة والإنسان المواطن”.
مهنا: نحن نستهدف السلم الأهلي وأمان الإنسان ووصوله إلى حقوقه وكرامته مصانة في منطقة ارتبطت باشتعال الحرب الأهلية
كما أشار مهنا إلى أنه وفي ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، حيث وصل الحال بـ80% من اللبنانيين إلى تحت خط الفقر من بينهم 52% في حالة فقر مدقع، إضافة إلى مليون ونصف نازح سوري وآلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر في ظروف مأساوية، تعمل عامل وباقي المؤسسات الإنسانية وبالتعاون الوثيق مع البلديات وبإشرافهم لكي تكون إلى جانبهم وجانب الإنسان في كل المناطق، بهدف تخفيف العبء والمعاناة تحت شعار الكرامة الإنسانية والتضامن وليس الشفقة.
وأكد أن “الحق في الصحة” يشكّل إحدى أبرز قضايا النضال الإنساني الذي تخوضه مؤسسة عامل منذ 40 عاماً. حلول كثيرة تم ابتكارها وتسخيرها حتى الآن خلال العقود الماضية لتوفير الوصول الآمن والمبني على الكرامة الإنسانية للبرامج الصحية الأساسية، لكل الناس المقيمين في لبنان، ومن ضمنها اطلاق عيادات نقالة وانشاء مراكز الرعاية الصحية والتنمية في المناطق الأكثر تهميشاً بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، الأمر الذي تستمر عامل بالقيام به رغم التحديات، من أجل توفير أقل الممكن من المساندة للناس في محنتهم.
بدوره أشار الأستاذ معن الخليل في مداخلته إلى أن تفاني عامل وجهودها خلال العقود الماضية مع الناس ومن أجل كل الناس، هو أبلغ رسالة وأفضل طريقة للتضامن مع الناس والنهوض بهم، وتوجه إلى الدكتور كامل مهنا بالقول “نحيي نضالك الإنساني الممتد ليس فقط في لبنان بل حول العالم”.
محافظ بيروت القاضي مروان عبود اعتبر أن “عامل” هي أكثر من مجرد مؤسسة إنسانية بل هي رمز وطني جامع للبنانيين بكل أطيافهم
كما أكد أن بلدية الغبيري على تعاون وثيق مع مؤسسة عامل وباقي الفاعلين في الشأن الإنساني، وأنه هذا التعاون سيتعزز أكثر في برنامج ستنفذه قريباً بالشراكة مع عامل لتخفيف العبء عن الناس وتحسين ظروف حياتهم.
أما محافظ بيروت القاضي مروان عبود فاعتبر في كلمته أن “عامل” بما تقوم به وتمثله هي أكثر من مجرد مؤسسة إنسانية بل هي رمز وطني جامع للبنانيين بكل أطيافهم، وهي أنموذج عن العمل الملتزم بالإنسان والفكر الجامع الذي يحتاجه اللبنانيون للخروج من كل الأفكار الانقسامية الضيقة والهدامة.
وحيّا عبود جهود “عامل” الممتدة في كل الأراضي اللبنانية مؤكداً أن شراكة محافظة بيروت مع عامل وباقي الجمعيات الإنسانية إنما هي أفضل ما يمكن القيام به من أجل الناس ومصلحتهم.
من جهتها حيّت مسؤولة الشؤون الانسانية في السفارة الفرنسية جهود مؤسسة عامل ودورها في تضميد جراح اللبنانيين في كل الظروف، مؤكدة أن الإدارة الفرنسية حريصة على الوقوف إلى جانب لبنان في محنته وهي تتواصل وتتعاون مع كل الأطراف في سبيل مساندة الناس وتوفير حقوقهم الأساسية وكرامتهم.
في الختام قص الحاضرون شريط الافتتاح وجالوا على مراكز عامل الصحية والمهنية والتربوية ضمن المبنى القائم في عين الرمانة واطلعوا على مختلف الأقسام والبرامج التي تنفذ مع مختلف الفئات العمرية وكافة سكان المنطقة والجوار استجابة لحاجاتهم وتضامناً معهم.