في إطار برنامج الأمن الغذائي الذي أطلقته مؤسسة عامل الدولية في العام 2018، تم تخريج مجموعة مؤلّفة من 50 متدرباً لبنانيّين و سوريّين، حيث تسلموا شهاداتهم بعد دورة تدريبية متخصصة حول الزراعة العضوية. وشارك في هذه الدورة الّتي أُجريت خلال شهرَي تشرين الثاني وكانون الأول 2018، 100 عائلة (أي 14 يومًا من التدريب لكل مشارك). ولهذه الدوّرة، الّتي بادرت إليها عامل بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) وجماعة “بذورونا جذورنا”، أغراض عدّة. منها تعميق وعي المشاركين بتقنيّات الزراعة العضوية من خلال دورات تدريبية مختلفة (كالمبادئ العامة للزراعة الحيويّة والصّناعة المنزليّة للمبيدات الحيوية) ومرافقتهم في زراعة حدائق نباتية للأسر، إما في المخيّمات أم على مقربة منها. كما تهدف أيضا إلى تمكين المشاركين من اكتساب المعرفة الزراعية الحيويّة لحصولهم لأنفسهم على غذاء صحي لأسرهم وتحسين مهاراتهم الزّراعيّة وبالتالي تحسين دخلهم.
ومن الجدير بالذّكر أنّ هذه الأساليب التقليدية سبق وأن استخدمها المزارعون السوريون واللبنانيون لفترة طويلة قبل أن تكتسب “الزراعة المكثفة” اهتماما جديدا في سياق الأزمة السورية. وذلك تجعلها “ضرورة مستحيلة تبنّي غيرها” كما صرّح به لوكاس وينتربريت ، منسق عامل لمشروع البستنة هذه.
بالطّبع، إنّ هذه الأساليب تستهلك كميّة أقلّ من المياه ومن المواد الزراعية الباهظة الثمن والصّعبة الحصول عليها، كما تعطي للمزارعين الحكم الذاتي وتمنح لهم شيئا من الاكتفاء الذاتي بإنتاجهم من أنفسهم مستعملين منتجات يمكن الوصول إليها بسهولة ومواد أوليّة لا بدّ منها لإدارة الحدائق.
بفضل التدريب، يمكنني الآن ممارسة الزراعة بدون مواد كيميائية”، بهذه الكلمات، يعرّب لنا أحمد، هذا اللاجئ السوري في ثلاثينياته، عن رضاه معرضا لنا بكلّ فخر بستانه الصغيرة التي تقع في إحدى مخيمات عرسال غير الرسمية.
بالإضافة إلى الدورات التدريبية التي نفذت بالتوازي في عرسال والخيام وسعدنايل، فقد قدمت عامل إلى كل عائلة مجموعة من أكياس من البذور الزّراعيّة والنّباتيّة (22 نوعًا مختلفًا من الخضروات والزهور العطرية والموسمية) التي تنتجها مزرعة بذورنا جذورنا في سعدنايل، بالإضافة إلى 5 علب لكل أسرة من الأسمدة ومبيدات الآفات (كالثوم والفلفل وروث القراص… الخ).
في الإجمال، تم تقديم 2500 لترا من مبيدات الآفات الطبيعية وأكثر من 6500 أكياسا من الشتلات والبذور لصالح 100 عائلات شاركت في الدورة التدريبّة، حيث ستتواصل التوزيعات في فصلي الربيع والصيف لهذه العائلات والعائلات التي ستشارك في ذه المشروع مستقبلاً.
في نهاية المطاف، سيدعم هذا المشروع، الذي يمتد من تشرين الأول 2018 إلى أيلول 2019، 300 عائلة من مدينتي “عرسال” و “الخيام” (نصف سوريّ ونصف لبنانيّ) لزراعة بستان للخضروات كما سيوفّر دورات تدريبية متوازية ل102 شخص في مركز تدريب سعدنايل (51 لبناني و 51 سوري).
هذا المقال متوفرّ بالفرنسيّة و الإنجليزيّة