- أقامت مؤسسة عامل الدولية، حفل عشائها السنوي، الخاص بفرعي صور والبازورية في مطعم القلعة – صور، تزامناً مع ذكرى اطلاقها الـ40، بمشاركة ثلة من الفاعليات الاجتماعية والسياسية، وممثلين عن البلديات والهيئات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني وأبناء المنطقة.
الحفل الذي يتزامن مع ترشيح رئيس مؤسسة عامل لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2019 وترشيح عامل لعدة مسوؤليات على الصعيد الدولي، يهدف إلى عرض أبرز انجازات مراكز عامل في الجنوب لعامي 2018 – 2019 وعرض نتائج عملها مع آلاف الناس بمختلف الميادين والظروف، إضافة إلى جمع التبرعات لدعم برامج هذه المراكز واستمراريتها في ظل وجود عدد كبير من النازحين ونسبة كبيرة من المواطنين اللبنانيين المهمشين في مختلف المناطق الجنوبية. وكان في استقبال المشاركين رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان، الدكتور كامل مهنا وأعضاء الهية الادارية د. درويش شغري وسعيد بزي وفريق من المؤسسة، ولقد رحب مهنا بالحضور وألقى كلمة للمناسبة أكد فيها أن نضال مؤسسة عامل ومقاومتها الانسانية ستستمر على الرغم من كل الظروف والأزمات في مساندة الانسان في لبنان وكل العالم كما فعلت طيلة العقود الماضية، متسلحة بالتفاؤل وثقة الناس بعملها.
واشار مهنا إلى أن تقدم مؤسسة عامل على الصعيد الدولي، هو أمر في غاية الأهمية ويؤكد بأن لبنان الصغير قادر على المساهمة بقضايا كبرى عالمياً، وقادر على بناء المجتمع المدني غير الطائفي، القائم على العدالة الاجتماعية والقيم العليا التي لطالما تمتع بها الانسان اللبناني، وحيا اللبنانيين والفلسطينيين على حسن ضيافتهم وتحملهم للعدد الضخم من النازحين على الرغم من الظروف المأساوية التي تمر بها البلاد، مضيفاً أن هذا “الحدث الذي يستضيف أصدقاء “عامل” يشكل فرصة يجتمع فيها هذا الوطن على حقيقته في احتفال حميم، ومناسبة فرح تأخذنا من براثن اليأس، إلى فسحة أمل كبيرة محملة بالانجازات، وسط عالم يعود إلى العصبيات الأولية ويفقد بوصلته الإنسانية والأخلاقية.
كما لفت إلى أن وجود مراكز مؤسسة عامل المنتشرة في الجنوب وفي منطقة في منطقة صور – البازورية تحديداً يهدف إلى مؤازرة الناس في أوضاعهم المعيشية الصعبة والسعي لإيجاد سبلٍ لمواجهتها، فالجنوب عانى تاريخياً ولايزال من سياسات الحرمان المتواصلة، كما عانى أبناءه من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي ما زال خطرها قائماً، فالوضع السياسي والأمني في لبنان حالياً، يمكن أن يتحول في أي لحظة إلى حالة متفجرة. وإن لبنان وباقي المنطقة تبقى رهينة القلاقل ما لم يتم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في منطقتنا.
وتطرق إلى عملية إعادة التأهيل لمراكز عامل في الجنوب والتي خولتها اجتياز امتحانات الجودة التي فرضتها وزارة الصحة اللبنانية، مؤكداً أن المؤسسة ماضية في توسيع وتطوير خدماتها لتشمل التنمية بكل جوانبها، قائلا: “إن مؤسسة عامل” تعمل من خلال فريق كبير ومتفانٍ يتمتع بقيم الانسانية والمحبة، مؤلف من 800 متفرغ وعشرات المتطوعين، في 25 مركزاً و 6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة رعاية خاصة بأطفال الشوارع، وهي تعمل مع اهلنا اللبنانيين من كافة الفئات من 40 عاماً وقد تمكنت حتى الآن باسنادهم بـ8 ملايين خدمة، كذلك تعمل مع اهلنا العراقيين والسودانيين والفلسطينيين والسورين حيث قدمت لهم عامل مليون نصف خدمة حتى الان”. وفي ظل الشلل المستشري في مختلف القطاعات العامة، سنبقى نعمل معاً من أجل دولة مدنية- ديمقراطية، وإنسان مواطن بمعزل عن خياراته السياسية والدينية.
وشكر مهنا في الختام جميع الحاضرين، مجدداً عهد عامل بالالتزام بالإنسان والعمل على بناء عالم أكثر عدالة وأكثر إنسانية، وتمنى أن يحمل لقاء في العام المقبل المزيد من الانجازات والفرح ، وأن يكون لبنان قد خرج من أزماته عبر بناء دولة مدنية ديمقراطية وإنسان مواطن.