على مسرح صغير، في بلدية برج البراجنة، عبّر أطفال مشروع “مدرستي أحلى” عن أحلامهم الكبيرة وتطلعاتهم. 150 طفلاً، بين عمر 5 و17، معظم من السوريين، برعوا في تقديم عروض هادفة، تنوعت بين الرقص والمونولوج الهادف ومسرح الدمى الذي يصممون قصصه بنفسهم ضمن إشراف فريق عمل مؤسسة عامل المتخصص.
وقد نما وعي الأطفال اتجاه المواضيع التي حاولوا معالجتها على المسرح، من العنف ضد الأطفال إلى أهمية استكشاف الذات عند المراهق وفعل الخير والتمسك بالأمل وأهمية التعليم وغيرها، من خلال تنفيذ مشروع “مدرستي أحلى” التعليمي – التنموي الذي خططت له وتنفذه مؤسسة عامل بالتعاون مع الوكالة الايطالية للتعاون والتنمية ومنظمة “بونتي بير” الإيطالية، حيث يتضمن المشروع محتويات تعليمية تسهم في تقوية الاطفال بالمدرسة ومساعدتهم على الاندماج، إلى جانب محتويات ارشاد نفسي – اجتماعي وفني يسهم في تدعيم شخصية الطفل وتمكينه من التعبير عن ذاته واكتشاف أحلامه وهواياته، إضافة إلى اكتشاف أفق العمل الانساني وأهميته بالنسبة للنوع البشري.
وقد حضّر الاطفال كلمة في مناسبة الاحتفال الذي جاء ليختتم حلقة الأنشطة الصيفية لمشروع “مدرستي أحلى”، التي تضمنت نشاطات مجتمعية وفنية هادفة ودروس تقوية وتدريبات، حيث شكروا مؤسسة عامل التي فتحت لهم مركزها في حارة حريك كبيت ثان وعائلة كبيرة، وفريقها المتفاني الذي وصفوه بالعائلة الثانية، وخصوصاً د. كامل مهنا الذي يواظب على تشجيع الأطفال وحضور عروضهم المسرحية وحفلات تخرجهم.
وقد أقيم الحفل بحضور رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا وممثل الوكالة الايطالية في لبنان السيد ماورو بومبيلي وممثلة منظمة “بونتي بير” السيدة انجيلا ماريوتي وفريق من مؤسسة عامل وحشد من أهالي الطلاب المشاركين والأصدقاء.
شكر د. مهنا في الكلمة التي طلبها منه الأطفال، الطلاب المشاركين على شجاعتهم وإصرارهم على الأمل، وهي الرسالة التي تناضل مؤسسة عامل لزرعها في كل العالم! فالأمل بالتغيير أولاً والعمل الميداني من أجل ذلك، هو السبيل لنجاة مستقبل المنطقة من المصير الظلامي. كما شكر مهنا في كلمته المعلمين العاملين الاجتماعيين والمشرفين على تعليم ورعاية هؤلاء الطلاب، الذين جاهدوا لتأمين أفضل الخدمات والرعاية خلال تنفيذ المشروع، وأشار إلى أهمية التوسع والنجاح العالمي لحركة التضامن الإنساني بقيادة مؤسسة عامل، نتيجة لتميزها على الصعيد المحلي حيث قدمت حتى الآن مليوني و300 ألف خدمة للاجئيين السوريين و10 مليون خدمة مع المجتمع المحلي اللبناني في مجالات كثيرة، بهدف تعزيز إنسانية الإنسان والدفاع عن كرامته بشكل أساسي، الأمر الذي جعلها مرشحة لجائزة نوبل للسلام لثلاثة أعوام على التوالي.
كما اعتبر أن التعليم جانب أساسي في تغيير وضع العالم العربي، وأن تمكين الجيل الحالي واعطائه دفة القيادة سيقود إلى بناء عالم افضل، مشيراً إلى دور شركاء عامل المحليين والدوليين في حماية اللاجئين وصون كرامتهم، وكيفية ايجاد السبل ليس فقط لمعالجة نتائج الأزمات، التي تستهدف طموحات شعبنا نحو مستقبل أفضل، خاصة في منطقتنا العربية، بل التركيز على كيفية الوقاية من الأمات وليس الاكتفاء فقط في تضميد الجراح.