أطلقت مؤسسة عامل تقرير “الكرامة الإنسانية – لبنان ٢٠٢١”، للسنة الثانية على التوالي. الهدف من التقرير تقديم تجربة مؤسسة عامل الدولية في لبنان والخارج كأنموذج مدني مبني على صون كرامة الناس وتوفير حقوقهم.
ولمناسبة اطلاق التقرير أكد رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا “أن النظام اللبناني يرتبط منذ نشوئه بمنظومة فساد تشمل معظم أطياف الطبقة السياسية وإقتصاد ريعي، يدور في فلك النظام العالمي النيوليبرالي حيث أدت السياسات المتبعة من قبل القوى الحاكمة إلى افقار أكثرية الشعب اللبناني، وتراجع دور الطبقة الوسطى، مما أدى إلى إنفجار شعبي في 17 تشرين الاول 2019 واسع النطاق، تبلور خلاله خيارات ورؤى- تركز على حق الناس بالحياة اللائقة الكريمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يمكن فصل الواقع الإجتماعي عن الواقع السياسي، وأن أي طرح للإصلاح يجب أن لا يغفل عن السياق الجيواستراتيجي، فالبنية الإقتصادية يقودها قوى مرتبطة بالخارج، إن بناء الدولة الوطنية، دولة العدالة الاجتماعية والمواطنة عملية تتم على مراحل، كما ترى مؤسسة عامل الجمعية المدنيّة غير الطائفية، التي تأسست في العام 1979 في أعقاب الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان، ولقد شكّلت منذ تأسيسها إنموذجا للكرامة الإنسانية حيث الإنسان هو الهدف وهو المحرك، بمعزل عن خياراته، وإن تعاظم هذا النوع من التجارب في لبنان وفي العالم العربي يؤدي إلى التغيير السياسي عبر التغيير الإجتماعي”.
وأضاف مهنا: “إن معظم التجارب التغييرية في عالمنا العربي قد ركزّت على الحقوق السياسيّة وعلى التحرر الوطني، وأغفلت الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بينما نعتبر في عامل إن الطريق إلى الديمقراطية يمرّ عبر التنمية، وأن التحرر الوطني يجب أن يترافق مع العدالة الإجتماعية. استطاعت “عامل” منذ تأسيسها أن تعمل على تحرير “الخدمة” المقدّمة للفرد اللبناني من نظام الارتهان الطائفي والمناطقي، أي أنّها تقدّم الخدمات – وخاصة الخدمات الصحيّة منها – من دون انتظار أي مقابل من الأفراد، بل حتّى من دون انتظار كلمة شكر. ثم أرفقت البرامج المقدمة، والتي اتسعت دائرتها لتستهدف التعليم ما بعد المدرسي والتعليم البديل ومحو الأمية، ببرامج تنموية عابرة للمناطق، وكذلك بالتوعية على الحقوق بشكل عام لدى اللبنانيين وغيرهم من اللاجئين على الأراضي اللبنانية.
وفي الختام توجه مهنا بالشكر للباحث الدكتور عمر نشابة والسيدة جنان الخطيب لإنجاز هذا التقرير وإلى كل الأصدقاء والصديقات الذين احتضنوا “عامل” منذ التأسيس وحتى يومنا هذا، آملاً أن يساعد هذا العمل على تعزيز التجارب التي تلتزم بكرامة الإنسان دون منّة أو ارتهان في لبنان والمنطقة العربية، من أجل التخلص من التبعية وانجاز التحرر الوطني وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية.
بدوره قال الدكتور عمر نشابة “أثناء البحث الذي أجرته مؤسسة «عامل»، أخيراً، في مناطق من الجنوب والبقاع وجبل لبنان، تردد العمال المياومون في الحقول الزراعية وورش البناء خلال الحديث عن معاملة أرباب العمل لهم ولعائلاتهم. ورغم التطمينات والضمانات التي أُعطيت لهم، بدت على وجوههم ملامح الخوف من وصول الخبر الى «المعلّم الكبير». البحث بيّن أن أبرز تهديد للكرامة الانسانية يتجلى في ترهيب العمال والفقراء عبر التهديد بحرمانهم من أبسط حاجاتهم، فضلاً عن اعتمادهم شبه الكامل على المساعدات والاعمال الخيرية، ما يجعلهم رهائن «فاعلي الخير».
وأوضح أن منهجية البحث المعتمدة ركزت على تكوين مفهوم نوعي أكثر من التوصل الى خلاصات التحليل العددي. واعتمد الباحثون معياراً مركباً لتحديد الكرامة الإنسانية، شمل خمسة محاور أساسية متشابكة هي: الحرية والسلام والعدل والاحترام والحاجات الأساسية.
لتحميل التقرير بصيغة PDF:
لتحميل تقرير مؤسسة عامل عن الكرامة الانسانية – لبنان 2021
ملخصات المنهجية والدروس المستفادة: