نتضامن، نعمل، ونقاتل سوياً للانتصار على الفيروس
بتاريخ اليوم ٢٣ آذار ٢٠٢٠ عُقد اجتماع في مركز مؤسسة عامل الدولية الرئيسي بمشاركة ممثلين عن تجمع الهيئات التطوعية ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني اللبنانية والفلسطينية، وفي نهاية الاجتماع أصدروا البيان التالي تلاه المنسّق العام الدكتور كامل مهنا.
إن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) التي روّعت العالم، وعبرت الحدود، وذكرتنا من جديد بأننا نتشارك مصيراً واحداً على الأرض، قابلة للاحتواء ويمكن الانتصار عليها باتباع الإجراءات العلمية المُوصى بها من قبل المنظمات والجهات المعنية.
إن تجمع الهيئات الأهلية التطوعية ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني اللبنانية والفلسطينية، والذي يضم كبريات الجمعيات وبإشراف وزارة الصحة وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وباقي المنظمات الدولية المعنية محلياً ودولياً، قد وضع كل امكانياته وخبراته ضمن خطة طوارئ على المستوى الوطني لحماية المجتمع والإنسانية من هذا الفيروس المستجد، لأننا جميعنا مسؤولون ومطالبون بالتصدي لهذا الخطر.
إن لبنان وفي ظل تفشي الوباء يعيش مرحلة مفصلية من تاريخه، يقف اليوم أمام مصيرين، أحدهما الانهيار الكامل على الصعيدين الصحي والاقتصادي كما يحصل في كثير من دول العالم، أو الاحتكام إلى الاستجابة الاستراتيجية والعمل الجماعي والتكاتف بين القطاعات العامة والخاصة والإنسانية، في ظل حاجة اللبنانيين اليوم إلى بصيص من الأمل يطمئنهم ويستجيب لضعفهم وهشاشتهم الاجتماعية الاقتصادية والتي زادها تفشي فيروس كورونا سوءاً، الأمر الذي يطلب بلورة آلية شاملة تعالج الخلل القائم على مستوى العلاقات الكلية بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومن ضمنه الهيئات الأهلية، فهذا هو الوقت المناسب لتصويب هذه العلاقة واستثمارها بما فيه من مصلحة للبلاد والعباد.
إن خطة الطوارئ المذكورة، تم تصميمها بما يتلائم مع الواقع الميداني، بالاستفادة من تجارب الدول الأخرى، ولكن مع مراعاة خصوصية المجتمع اللبناني وحاجاته. اذا وضعت الخطة بعد اجتماع طارئ تداعى له أعضاء التجمع، وبالتنسيق مع وزارة اصحة والمنظمات الدولية المنخرطة في مكافحة الفيروس المستجد.
تتضمن الخطة ضبط ايقاع الاستجابة على عدة مراحل وفي اتجاهين رئيسين بالتوازي:
• المساهمة في قيادة حملة التوعية والتوجيه للوقاية من انتقال الفيروس للمواطنين على المستوى الوطني، والاستجابة الصحية الميدانية.
• المضي قدماً في حملة التضامن من أجل لبنان المتعلقة بالظروف الاقتصادية والمعيشية للفئات المهمشة، ولكن بصيغ جديدة تتناسب والوضع الحالي لتفشي المرض.
I. في مجال الوقاية والاستجابة الصحية:
يقف لبنان على مفترق طريق خطير جداً، حيث ستحدد الأيام القليلة المقبلة مستوى تأثره بجائجة فيروس كورونا، وخصوصاً في الجانب الصحي، إذ ممكن أن تصل نسبة الاصابات بحسب الدراسات إلى 27 ألف إصابة، 3000 منها حرجة وتحتاج لعناية استشفائية مركزّة، أو من الممكن أن لا تتعدى الاصابات عتبة المئات، وهذا أمر بالطبع، يعود إلى فعالية الخطة الوطنية المقررة للتصدي لانتشار الفيروس.
يشهد لبنان حملة توعية كبيرة، تكاد ترتقي إلى مصاف الدول الكبرى، هذا إلى جانب مساهمات القطاع الخاص المالية لدعم الصليب الأحمر والمستشفيات الحكومية، في ظل محاولات الحكومة لاحتواء الأزمة والتصرف بمسؤولية على مستوى البلديات والوزارات المعنية، ولكن هذا لا يكفي، فهناك حاجة ملحة لتعزيز التعاون الثلاثي (القطاع الاهلي والحكومي والخاص) وتفعيله لأعلى المستويات، بما يتناسب مع حجم وخطورة الجائحة، فحتى الدول الأكثر تقدماً على صعيد الخدمات الصحية تترنح اليوم على حافة الصعوبات والأزمات التي تسببها الفيروس.
وعليه فإن خطة الاستجابة الصحية تتمثل بالاجراءات التالية:
i. قيادة حملة توعية حول الوقاية من انتشار الفيروس على صعيد وطني، باستخدام كافة السبل الميدانية والإعلامية المتوفرة للوصول لكافة الفئات المهمشة.
ii. تأهيل وتدريب كافة مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في لبنان تحت إدارة التجمع، وتطبيق الخطة الموحدة لاجراءات الوقاية والمتضمنة كافة الخطوات التي نصت عليها توجيهات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، كاستحداث غرفة تعقيم منفصلة وتدريب كافة العاملين على الاحتواء الميداني بالجانبين الصحي والنفسي – الاجتماعي لكافة حالات الطوارئ التي تشهدها المناطق، في ظل ازدياد حالات الإصابة الفيروس المستجد.
iii. العمل على خطة فورية تُطبق في حال وصلت الكارثة إلى مخيمات النزوح، تتضمن توظيف العيادات النقالة في الوقاية وفي الاستجابة، إضافة إلى استحداث خيم ومراكز عزل بالمعايير المنصوص عليها دولياً.
iv. التعاون مع وزارة الصحة عبر فريق استجابة يمثل كل الأطراف المعنية بالاستجابة، في غرفة طوارئ مشتركة. فريق العمل يمثل تجمع الهيئات الأهلية التطوعية، وزارة الصحة، والمنظمات العاملة مع ضمن مخيمات اللجوء ومع الناحين.
v. التدريب المستمر للعاملين في الأقسام الأخرى غير الصحة، ومدهم بالمعلومات حول الفيروس وحول سبل الوقاية العامة والشخصية.
II. في مجال حملة التضامن الاجتماعية – الاقتصادية:
يعيش حالياً اكثر من 2.5 مليون إنسان في لبنان تحت خط الفقر، من بعدما فقد حوالي 25 ألف موظف مصدر رزقهم خلال الأشهر الـ4 الماضية في ظل ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب إلى نسبة 40%! وعجز القطاعات الغذائية والصحية عن الاستمرار فيما تخسر الليرة اللبنانية قيمتها يوماً بعد يوم بإيقاع متسارع، وفي ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، التي سرعت وتيرة الانهيار الاقتصادي على المستويين المحلي والعالمي.
وفي هذا السياق كان تجمع الهيئات الأهلية – التطوعية في لبنان قد رفع مذكرة لرئاسة الوزراء بهدف وضع خطة استجابة تمنع الوصول إلى الانهيار الكلي، بالتزامن مع التحضير لاطلاق نداء محلي – عالمي موجه للمنظمات التابعة للأمم المتحدة، الممولين والمنتشرين اللبنانيين حول العالم لتأمين المساعدة للعائلات الأكثر تضرراً بالأزمة، إضافة إلى تحفيز مبادرات التضامن والتعاضد الاجتماعي ضمن المجتمع اللبناني كما يحصل في الكثير من الاماكن.
إن التجمع مستمر في إطلاق النداء التضامني ولكن بصيغ تتناسب مع الاجراءات الآمنة في ظل تفشي الوباء، حيث سيتركز النداء حول أربعة أركان رئيسية في حياة الناس:
• اطلاق لائحة طبية تتضن أبرز الأدوية والمعدات والأدوات التي يحتاجها الناس تماشياً مع المسح الميداني الذي أجرته المنظمات المنضوية تحت مظلة التجمع، ضمن المناطق الأكثر تهميشاً في لبنان، والاتفاق على صيغ توزيع عن بعد عبر شبكة متطوعين مدربين من قبل التجمع.
• العمل على الأمن الغذائي المتمثل بتزويد العائلات الأكثر ضعفاً بمعونات غذائية أساسية ومساعدات مادية عبر صيغة متفق عليها مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وعبر السبل الآمنة والموصى بها من قبل المنظمات الدولية.
• التعليم: تأمين الدعم التعليمي للطلاب المتأثرين بأزمة فيروس كورونا وأولئك الذين تأثروا من قبل جراء الحالة الاقتصادية التي هزّت البلاد، إذ يتمحور هذا المستوى على توزيع خطة دعم تعليمي ونفسي عن بعد، تنفذ بالتعاون عبر كافة الجمعيات المعنية ضمن إطار التجمع والوزرات المعنية.
• توليد الدخل: التعاون في تأمين مشاريع توليد الدخل الصغيرة سواء في مجال الصناعات اليدوية أو الزراعة، عبر التعاون في تأمين كل التدريبات اللازمة والحصول على التبرعات المطلوبة لدعم الأسر الأكثر فقراً في كل المناطق اللبنانية.
• تشجيع المبادرات الصغيرة والفردية في مختلف المناطق والتواصل معها من أجل تجميع الجهود وتوزيعها بشكل مدروس ويتناسب مع الحاجة.
• التعاون مع شبكة من المغتربين والمتبرعين الدوليين من أجل جمع المساهمات المالية والعينية بالشكل الآمن والممكن لدعم النداء، عبر تخصيص منصة الكترونية تمكنهم من المساهمة دون المخاطرة في ظل اجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
ملحق حول فيروس كورونا المستجد
إن فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي تسبب اعتلالات تتنوع بين الزكام وأمراض أكثر وخامة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس)، حيث (SARS-CoV) يُمثِّل فيروس كورونا المستجد (nCoV) سلالة جديدة لم يسبق تحديدها لدى البشر من قبل.
أعراض فيروس كورونا
• الأكثر شيوعاً: الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال.
• تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً.
• يصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض.
• يتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص. وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس.
• تزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفى نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية.
أبرز تدابير الوقاية من فيروس كورونا (كوفيد-19)
• المتابعة: الحرص على متابعة آخر المستجدات حول فيروس كورنا كوفيد-19، عبر موقع منظمة الصحة العالمية أو المنظمات المختصة في مجتمعك المحلي مثل مؤسسة عامل الدولية.
• غسل اليدين بانتظام: لأن تنظيف اليدين بالماء والصابون أو فركهما بمطهر كحولي من شأنه أن يقتل الفيروسات الموجودة عليها.
• ممارسات النظافة التنفسية: الحرص على تغطية الفم والأنف بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، ثم التخلص من المنديل الورقي فوراً بإلقائه في سلة مهملات مغلقة، ونظف اليدين فوراً بمطهر كحولي أو بالماء والصابون.
• تجنب الاختلاط والاقتراب من الناس: الاحتفاظ بمسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) بينكم وبين أي شخص يسعل أو يعطس.
• تجنب لمس عينيك وأنفك وفمك: تلمس اليدين العديد من الأسطح ويمكنها أن تلتقط الفيروسات. وإذا تلوثت اليدان فإنهما قد تنقلان الفيروس إلى العينين أو الأنف أو الفم أي المنافذ المسؤولة عن دخول الفيروس.
• ظهور الأعراض: إذا كنت تعاني من الحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس المشورة الطبية على الفور، فقد تكون مصاباً بعدوى الجهاز التنفسي أو حالة مرضية وخيمة أخرى.
كيف ينتشر مرض كوفيد-19؟
يمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض كوفيد-19 عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس.
الفيروس ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس. وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص.
ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس أعينهم أو أنفهم أو فمهم. كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره.
من المهم جداً الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام) واستخدام معات الحماية.
حارب المعلومات الخاطئة
• أثر المطهرات الكحولية
إنّ رش الجسم بالكحول أو الكلور لن يقضي على الفيروسات التي دخلت الجسم بالفعل. بل قد يكون ضاراً بالملابس أو الأغشية المخاطية (كالعينين والفم). مع ذلك، فإن الكحول والكلور كليهما قد يكون مفيداً لتعقيم الأسطح ولكن ينبغي استخدامهما وفقاً للتوصيات الملائمة.
هناك عدة تدابير يمكنك تطبيقها لحماية نفسك من فيروس كورونا الجديد. ابدأ بتنظيف يديك بشكل منتظم بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون.
• استخدام الكمامات
إن منظمة الصحة توصي بعدم استخدام كمامة إلا إذا ظهرت عليك أعراض مرض كوفيد-19 (خاصة السعال)، أو إذا كنت تقدم الرعاية لشخص يُحتمل أنه مصاب بهذا المرض.
لا يُسمح بإعادة استعمال كمامات الوجه، بما فيها الكمامات الطبية المسطحة أو الكمامات من فئة N95 الخاصة بالعاملين بالمجال الصحي. ينبغي إزالة الكمامة دون لمسها من الأمام والتخلص منها على النحو السليم. وبعد نزع الكمامة، ينبغي فرك اليدين بمطهر كحولي أو غسلهما بالماء والصابون
• الحيوانات الأليفة:
لا يوجد أي إثبات على أن الحيوانات المرافقة/الأليفة، مثل الكلاب أو القطط، قد تُصاب بفيروس كورونا المستجد. ولكن للاحتياط، يجب غسل اليدين بالماء والصابون بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة. يساعد ذلك أصلاً على الوقاية من العديد من الجراثيم الشائعة، مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، التي تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر.
• استخدام المضادات الحيوية
إن المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات، بل تقضي على الجراثيم فقط. ويعد فيروس كورونا المستجد كوفيد 2019 من الفيروسات، لذلك يجب عدم استخدام المضادات الحيوية في الوقاية منه أو علاجه.
ملاحظة: إذا تم إدخالك إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا المستجد-2019، فقد تحصل على المضادات الحيوية لاحتمالية إصابتك بعدوى جرثومية مصاحبة.