ربّ ضارة نافعة. لم يخيّل لنا بأنّ كائنًا مجهريًا متناهي الصّغر، سيتمكّن من إعادة صياغة قوانين وآداب النظافة للبشرية جمعاء، ناشرا بذلك الخوف والذعر في نفس الإنسان الذي اعتقد لسنوات أنّه سيّد هذه الأرض وحاكمها. وسرعان ما بات الإنسان مذعورًا يتنقل بين محركات البحث الالكترونيّة ليعثر على معلومة تعيد له الأمان الذي فقده. فأين العلاج؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضًة للإصابة؟
لقد أثبتت إحدى الدراسات العلمية، أنّ أصحاب الوسواس القهري ومدمني الرياضة هم وحدهم من لم يستطع كورونا هزّ عروشهم، لا بل هم وحدهم من جرّدوا هذا الفيروس من قدرته على الفتك بالبشر. كذلك، أثبتت الدراسات العلمية عينها أنّ التدخين يزيد من مخاطر مضاعفات الجهاز التنفسي.
اضافة الى ذلك، تشير الإحصاءات الى أنّ أغلب ضحايا هذا الفيروس هم من يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية (%13.2)، داء السكري (%9.2)، أمراض الجهاز التنفسي المزمنة (8%)، ارتفاع ضغط الدم (8.4%)، ومرضى السرطان (7.6%). واذا ما دققنا في هذه الامراض، سنكتشف أنّ التدخين هو أحد أهم العوامل المسببة لها، والمساهمة في زيادة حدّتها.
لذا، ليس بالمطهرات الكحولية وحدها نحمي أنفسنا. فقد قدّم هذا الفيروس لكل من كان يتردد في اتباع نظام صحيّ، ولكلّ من لم يستطع يوما التوقف عن التدخين، فرصة ذهبية لإعادة النظر بأهمية اعتناء الانسان بصحته.
هذا الكائن المجهري الذي بتنا نتذكره بعد كل مصافحة، او كبسة زر في المصعد، وبعد شراء أيّ غرض، علينا أيضا أن نفتكره مع كلّ سيجارة تلامس شفاهنا ومع كلّ وجبة سريعة تعجل في قدرنا ولا تؤجّله. ومن هنا تظهر أهميّة ممارسة الرياضة لما لها من فوائد على الصحّة النفسيّة والجسديّة للانسان. ففي ظلّ هذه الازمة الذي يعيشها العالم في مواجهة فيروس كورونا، حان الوقت الآن لممارسة أسلوب حياة صحيّ.