للسنة الثامنة على التوالي، جمعت المدرسة الصيفية في القانون والنزاعات المسلحة 30 مشاركاً من الدول العربية، حقوقيون وباحثون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، بالتعاون مع كلية الحقوق في جامعة الحكمة La Sagesse ودعم من منظمة دياكونيا وعدد من الخبراء القانونيين، بقيادة د. كريم المفتي مسؤول بيت عامل لحقوق الإنسان.
اختتمت أعمال الدورة في الـ14 من أيلول المنصرم بحضور رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع اللهئيات الأهلية التطوعية في لبنان د. كامل مهنا، ومديرة دياكونيا في لبنان يالينا بلامنتس، والدكتور كريم المفتي والدكتور أحمد خليفة من جامعة عين شمس، والقاضي اللبناني حاتم ماضي، إضاف إلى فريق من مؤسسة عامل ودياكونيا والطلاب المشاركين، في بيت عامل لحقوق الانسان – المصيطبة.
وقد شرح د. مهنا في مداخلته، حول حاجة العالم إلى الالتزام بالأطر القانونية والإنسانية في حماية الضعفاء في ظل الانتهاكات المخزية التي تحصل بحقوق الإنسان حتى في الدول التي تدعي احترامها مثل أوروبا، مشيراً إلى أن إن الرؤية التي تقود مؤسسة عامل الدولية، مبنية بشكل أساسي على احترام حقوق الإنسان وصون كرامته، بغض النظر عن أي انتماء سياسي أو ثقافي أو ديني أو عرقي أو مناطقي، وأنه لا يمكن المضي ببناء مجتمعات تتمتع بالعدالة والعافية من دون توطيد احترام هذه الحقوق والحريات، عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة.
وتحدث حول تجربة عامل في إطار العمل الإنساني والإجتماعي والحقوقي، سواء في أكثر البيئات تهميشاً وضعفاً في لبنان أو على صعيد انعكاسات الأزمة السورية التي عصفت تبعاتها على المجتمع اللبناني المضيف وكذلك على النازحين الذين قدموا إلى لبنان، ويعانون من ظروف معيشية صعبة جراء هذا النزوح، وهي رؤية مبنية على خمسة عواميد تشكل نقاط فلسفة عامل الاساسية، وهي أن العمل الإنساني يجب أن يكون مع الفئات الشعبية ، وضد ازدواجية المعايير بين شعوب العالم ويناضل من اجل توزيع عادل للثروات، ومن أجل اقامة دولة العدالة الاجتماعية ومناصرة قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
من جانبها أوضحت السيدة يالينا بلامنتس مسؤولة منظمة دياكونيا في لبنان، أن هدف منظمة دياكونيا من التعاون بهذه المبادرة هي دعم كل شخص وناشط في مجال القانون الإنساني والحقوق، خصوصاً أن معظمنا هنا يعايش نزاعات وأزمات تؤثر عليه شخصياً أو على من يحبهم، وهذا أمر يهدد الأجيال القادمة.
المشاركون من جهتم، شكروا منظمي المدرسة الصيفية وأثنوا على المواضيع التي عولجت خلال الدورة لهذا العام، لما فيها من ملامسة لواقعهم وتحدياتهم التي يعايشونها يومياً في بلادهم العربية، وقد قدموا مرافعاتهم الختامية في حفل انتهاء المدرسة، مستفيدين من كافة المحاضرات والتدريبات التي تعرضوا لها خلال إسبوعين من أعمال المدرسة.
من الجدير ذكره أن مبادرة إنشاء بيت عامل لحقوق الإنسان في العام 2011 انطلقت بهدف تزويد الحقوقيين والباحثين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالمعرفة والخبرات اللازمة للعمل والبحث ضمن الأطر القانونية من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية خلال النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ، والعمل على خلق مصدر أكاديمي- تدريبي في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان في لبنان والعالم العربي تحديداً، في في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات مسلحة وعنف.