تستمر مؤسسة عامل الدولية في بذل قصارى جهودها على الصعيد الميداني وفي مراكزها من أجل توفير الخدمات الصحية والاجتماعية لمختلف الفئات الشعبية، وخصوصاً العاملات والعمال في الخدمة المنزلية والمهاجرين عموماً، ضمن خطة الاستجابة للأزمة الاقتصادية الإجتماعية التي تعصف بلبنان منذ تفشي جائحة فيروس كورونا واستجابة للمتضررين من انفجار بيروت.
مركز بشار مهنا ومسلم عقيل التنموي في الشياح، وكما هو معروف بيت العمال الأجانب يواصل نشاطاته ومن ضمنها مشروع المطبخ التضامني، حيث تقوم لميا رمضان مسؤولة المركز مع عدد من المتطوعين بتحضير الوجبات الساخنة أسبوعيا لتوزع على العمال الجانب الذين فقدوا عملهم خصوصا الذين ينتظرون أمام السفارات، كما توزع هذه الوجبات في المناطق المهمشة، والأكثر تضررا من انفجار بيروت .
الثلاثاء والأربعاء في 29 و30 أيلول، استطاع المركز في الشياح بمساعدة المتطوعين تحضير وتوزيع 170 وجبة غذائية ساخنة. جوّ التضامن الذي يخلقه هذا المشروع لا يوصف، كل متطوع لديه مهمة حتى انجاز المطلوب، توضح مسؤولة المركز: “بما أننا معنيين بقضية العمال المهاجرين والعاملات في الخدمة المنزلية تردنا عشرات الاتصالات يوميا لمن يقصدون الحاجة، اليوم نتوجه الى منطقة النبعة حيث تنتظرنا عاملات من الكاميرون لنستمع اليهنّ ونساندهنّ في هذه الاوقات العصيبة، ومن ثم لنا محطة عنذ السفارة السودانية”.
كانت الوجهة الاولى إلى منطقة النبعة، لم تكن الطريق طويلة بقدر ما كانت ضيقة. شوارع ضيقة ومليئة بقصص التهميش. عند الوصول الى البيت المقصود، كانت تنتظرنا عشرات الفتيات في غرفة صغيرة. كانت عيونهم تخبّر عن مأساتهم. رحبت العاملات بالمبادرة التي قامت بها مؤسسة عامل على اعتبار أن منذ بداية الأزمة لم يطرق أحدا بابهن. وتقول إحدى العاملات ” ألسنا نحن ببشر، نعمل من الفجر الى النجر ولا نتقاضى بدلا يسدّ لنا حاجاتنا اليومية. ماذا فعلنا استحقينا هذه المعاناة، نحاول قدر المستطاع المواجهة لكننا عاجزات. حتى التفكير بالعودة الى بلادنا بات مستحيل، من اين نوفر المال المطلوب للسفر؟”
الى جانب ما يعانيه العمال و العاملات المهاجرين في لبنان من جراء نظام الكفالة، جاءت الأزمة الاقتصادية التي خلفها انتشار جائحة فيروس كورونا لتزيد من معاناتهم وتضيق عليهم فسحة الحياة. في النبعة، العشرات من العاملات القادمات من الكاميرون يعانون من غياب فرص العمل أو قلّة المردود المادي الذي يتقاضونه بعد يوم عمل كامل. الوضع مأساوي، يريدون العودة لكن لا يملكون المال لعودتهم، ومن يريد البقاء يصعب عليه أن يعتاش.
وفي خضم هذه الأزمة، تحاول مؤسسة عامل الدولية من جهة بتأمين دعم نفسي واجتماعي لمن يريد البقاء في لبنان، ومن جهة أخرى تسعى للضغط على الجهات المعنية لتأمين العودة الطوعية للعملات والعاملين الأجانب في لبنان.