مهنا: نعمل لتطوير مفهوم ثقافة التضامن الإنساني العالمي

يستمر “مشروع الرعاية” في إبراز قصص النجاح والمثابرة لدى الاطفال المستهدفين وعائلاتهم، حيث شهد مركز مؤسسة عامل الدولية في حارة حريك، يوم أمس، نشاط فني ترفيهي للأطفال بمشاركة رئيس المؤسسة الدكتور كامل مهنا وعدد من الداعمين للمشروع بينهم القسيس بيار لاكوست وزوجته كريستين لاكوست والسيد اوليفيه داريغروند وزوجة بنديكت داريغرون، واهالي الطلاب والمتطوعين والمتطوعات.

واثنى الدكتور مهنا في كلمة القاها بالمناسبة على الجهود التي تبذل لإنجاح المشروع الذي يحمل دلالات أبعد من مادية، دلالات ثقافية وتحمل حس تضامني عالي مع الشعب السوري وخصوصا النساء والأطفال، الذين يعانون من كارثة إنسانية أفقدتهم كل ما يملكون وحتى أمانهم الداخلي، في ظل افتقار العالم للتضامن الإنساني الحقيقي بين دول الشمال والجنوب على قاعدة الندية وليس التبعية، معتبراً أننا بأمس الحاجة لهذه المبادرات التي تهدف بالاساس إلى تعزيز إنسانية الإنسان وصون كرامته، وهو ما تسعى إليه مؤسسة عامل في جوهر رسالتها.

ودعا مهنا إلى تعزيز هذا النوع من الأنشطة في سبيل تطوير مفهوم ثقافة التضامن الإنساني العالمي، ورفع نسبة الوعي حول تأثير هذا التضامن، الذي يغير حياة الناس، والذي يشكل جزءا اساسيا في ثقافة مؤسسة عامل وفي نضالها الدولي من أجل تكريس التضامن الانساني، ودعم القضايا العادلة للشعوب وفي المقدمة قضية فلسطين.

وتخلل الحفل عرض فني مميز قدمه الاطفال وتضمن عدد من الفقرات من الغناء الى الرقص والدبكة والمشاهدة التمثيلية، وذلك في سياق الاحتفال بعيدي الأم والطفل، كما عرض عدد من المواد التي انتجها الاطفال والتي تبرز التحسن في قدراتهم ومستواهم التعبيري والإبداعي من الاشغال اليدوية الى الرسومات والتي تمحورت بأغلبها حول الأم. وشملت هذه العروض الطلاب الملتحقين في صفوف السادس والسابع والثامن والتاسع وهي ثمرة ثلاثة أشهر من الجهد المتواصل ضمن الورشة التي ينفذها المشروع.
وتنفذ هذه الورشة التعليمية بالشراكة مع Les Enfants de la Mediterranee ، في حين يساند مبادرة التضامن مع الاطفال عدد من العائلات الفرنسية بدعم من القسيس بيار لاكوست وزوجته كريستين لاكوست من خلال Fondation Protestante de France.

بدأ “مشروع الرعاية” عام 2016، بمبادرة تضامن من قبل بعض العائلات الفرنسية مع الأطفال السوريين الذين يعانون أسوء الظروف، وذلك عبر التبرع بتمويل نشاطات ومساعدات تشمل 30 طفلاً سورياً من مركزي حي السلم وبرج البراجنة التابعين لمؤسسة عامل الدولية، وكانت تتركز المساعدات بالجانب الصحي عبر شراء الأدوية لأطفال يعانون من أمراض مزمنة، قبل أن يتطور المشروع في عام 2017. ونتيجة لنجاح المشروع وما يمثله من قيمة تضامنية -إنسانية، تم تطويره وإعادة تفعيله بعد انخراط عدد أكبر من العائلات الفرنسية بالتبرع للأطفال وهو يغطي اليوم حوالي 300 طفلاً سورياً تترواح أعمارهم بين 6 و15 عاماً، فيما تتركز نشاطاته في الإطار التعليمي والترفيهي، حيث يقدم دعماً مدرسياً للأطفال السوريين المسجلين في المدارس إضافة إلى ساعات الدعم النفسي والاجتماعي عبر أدوات ترفيهية مثل الغناء والرقص والأشغال اليدوية والرسم وغيرها من النشاطات.

يتوزع الاطفال على اربعة صفوف حسب اعمارهم ومستواهم التعليمي، ويقصدون المركز ثلاث مرات في الإسبوع، كل مرة لثلاث ساعات متواصلة باشراف عاملة اجتماعية واخصائية نفسية ومتطوعين للتنشيط، والذين يشاركون الأطفال إلى جانب التعليم والعلاج، بالحفلات الاجتماعية والمناسبات المختلفة التي تحصل في المركز.