مركز “عامل” التنموي في الشياح يحرك كل طاقاته استجابة لكارثة بيروت

0
437

بين ليلة الـ5 من آب وصباحها، تحول مركز عامل التنموي في الشياح إلى خلية نحل في كامل تأهبها للقيام بالواجب اتجاه ضحايا وأهالي بيروت الذين شهدوا مأساة انفجار المرفأ التي ستبقى ذكرى مظلمة في ذاكرة المدينة وأهلها.

مركز بشار مهنا ومسلم عقيل للتمكين والتنمية والاجتماعية والذي انطلق في العام 2007، لم يجمّد يوماً نشاطه وبرامجه الإنسانية التي تستجيب لأهم القضايا الإنسانية في لبنان، ومن ضمنها تمكين ودعم العاملات في الخدمة المنزلية وضحايا الاتجار بالبشر، والأزمة الاقتصادية الأخيرة التي ألمت بلبنان، وقام فريق المركز على أثرها باطلاق مبادرة المطبخ التضامني لمساندة الأمن الغذائي لأهالي المنطقة ومناطق عديدة بالتعاون مع أصدقاء وشركاء لعامل.

تعزيز قدرة المطبخ التضامني للاستجابة لانفجار بيروت
تحضير سلات مواد تنظيف وتعقيم تم توزيعها على المتضررين

على أثر الانفجار، وبينما تولت مراكز عامل الصحية وعياداتها تقديم الاغاثة الطبية والدعم الصحي، أطلق مركز الشياح نداءاً تضامنياً لجمع التبرعات العينية والغذائية وعزز قدرة المطبخ التضامني واستمر في تقديم الوجبات الساخنة مدة 3 أسابيع، بالتوازي مع تقديم لوازم النظافة الشخصية والمنزلية، فرش النوم، الملابس، وغيرها من المساعدات التي توفرت للمتضررين والمحتاجين.

فريق المركز ومتطوعيه، قاموا ايضاً بالعديد من الزيارات المنزلية والمساندة لعدد من العاملات المهاجرات اللواتي تعرضن لاصابات جسدية ونفسية في محيط الانفجار، وواظبوا على تقديم المساعدات الممكنة والتي يستمر جزء منها حتى اليوم.

تقول مسوؤلة المركز لمياء رمضان “نحن في عامل نحول كل كارثة وكل أزمة إلى فرصة لتعزيز التضامن الإنساني ونشر ثقافة التعاون والتراحم والتطوع. لقد قمنا بواجبنا، وهو ما يمليه علينا ضميرنا ودورنا الإنساني، ففي لحظة المأساة أبسط الامكانات تتحول إلى طاقة كبيرة ومفيدة وهذا ما اختبرناه في عدة مفاصل”.

المساعدات وصلت آلاف العائلات في بيروت
تمكن المركز تأمين مجموعة من الفرش للعائلات المتضررة

نوري وهو من متطوعي المركز الذين كانوا يوماً مستفيدين منه، تولى مع فريق من المتطوعين الذين جاؤوا من عدة مناطق ومن مراكز تابعة لمؤسسة عامل، توزيع المساعدات على الأحياء التي تحيط بمرفأ بيروت ومناطق أخرى، يعلّق بالقول: “أنا كإنسان سوري أعرف معنى المعاناة والانفجارات والحروب عن قرب، وهذا المخزون العاطفي كان دافعاً إضافيا لكي أقوم بواجبي اتجاه بيروت الجريحة، بيروت التي احتضنتني، كان لي فرصة لاحتضانها وايفائها جزء صغير مما قدمته لي”.

يستمر المركز حالياً بتوفير عدة برامج وتدريبات معظمها عبر شبكة الانترنت نظراً لتفشي جائحة كوفيد19 وضرورة الوقاية، حيث يستفيد من هذه التدريبات  عدة فئات شبابية وعمال مهاجرين وأطفال. أما على الصعيد الإغاثي، فلا يزال المركز يستقبل التبرعات ويقوم بتوزيعها على المحتاجين، بينما يتحضر المركز لاطلاق مشاريع اضافية تعنى بالصحة الانجابية وغيرها من أشكال الدعم للعمال والعاملات المهاجرين وغيرهم من الفئات المهمشة.