أكّد السفير الفرنسي برونو فوشيه «أنّ فرنسا ملتزِمة تعزيز التسوية السياسية في سوريا، وتأمين العودة الآمنة للنازحين، وهذا الأمر بحثه الرئيس إيمانيول ماكرون مع الرئيس ميشال عون خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، كما تمّ بحث هذا الأمر أمس مع المسؤولين في الأمم المتحدة».


وقال خلال جولة في الجنوب أنّ «الرأي الواضح والأكيد، هو أنّ اللاجئين السوريين لا يُؤمَل لهم أن يبقوا طويلاً في لبنان، لكن لا يمكنهم العودة إلّا إذا تأمّنت لهم كل العوامل الأمنية، وإذا كانت هناك إرادة بالعودة إلى سوريا».


وعن موقف فرنسا إزاء الأصوات التي ارتفعت أخيراً من مسؤولين أمميّين ودوليّين كبار بتوطين النازحين في لبنان، ردّ فوشيه بأنه «يتكلّم باسم فرنسا ولا تعنيه الدعوات التي أُطلقت بهذا الشأن، مؤكّداً «تضامن فرنسا مع لبنان في ظلّ الوضع الأمني والإقتصادي الصعب الذي يعيشه»، وإذ لفت إلى أنها زيارته الأولى للجنوب، منذ وصوله إلى لبنان في تموز الماضي، مشدّداً على «دعم المشاريع التي تعود بالفائدة على الجميع وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحوار».


وجال فوشيه، ترافقه المستشارة للشؤون الإنسانية في السفارة الفرنسية صابرينا أوبير، على مراكز مؤسسة عامل الدولية في الجنوب، واطّلعا خلال الجولة على الإنجازات، التي تحققها المؤسسة، ضمن إطار العمل مع الفئات الشعبية، والنازحين السوريين على حدٍّ سواء، وفي مختلف المناطق اللبنانية.
رئيس المؤسسة والمنسّق العام لـ «تجمّع الهيئات الأهلية التطوّعية في لبنان» الدكتور كامل مهنا كان في استقبال الوفد، وواكبه في جولته التي بدأت بمركز عامل الصحي- التنموي- الإجتماعي في الخيام، حيث اطّلع الجميع على سير العمل فيه، مبدين إعجابهم بالتقنيات المتطورة واالتجهيزات الموجودة والتي تغطي اختصاصاتٍ عدة، كطب العيون، والعلاج الفيزيائي، وطب الأطفال، والطب النسائي وأمراض القلب وغيرها، إلى جانب الأدوية والخدمات المتوفّرة، كما سمعوا شرحاً عن المحاضرات والندوات التثقيفية والصحية والإجتماعية التي ينظّمها المركز.


وشرح مهنا للوفد واقعَ وضع النازحين في لبنان، مشدّداً على ضرورة دعم لبنان ليستمرّ في احتضان العدد الهائل منهم، والذي تجاوز المليون ونصف المليون، مجدّداً التأكيد على حرص المؤسسة ومؤازرتها، وتقديم المساعدات للمواطنين في مختلف المناطق.
وشكر مهنّا فوشيه على المساندة والمساعدة والتضامن مع شعب لبنان.
من جهته، أبدى السفير الفرنسي إعجابه بإنجازات «مؤسسة عامل»، خصوصاً لجهة ترفّعها عن االطائفية والفئوية التي يعاني منها العالم العربي، وعملها في المناطق الشعبية، واعداً بدعم النازحين والوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في تحمّل هذا العبء الكبير.


وشملت الجولة أيضاً مخيم الوزاني الذي يحتضن نازحين سوريين يعانون ظروفاً مأساوية، وتم تفقّد عمل العيادة النقالة التابعة لمؤسسة «عامل» التي تجول في المخيم بشكل دوري، وتقدّم الدواءَ مجاناً بعد الكشف الصحّي من قبل أطباء أخصائيّين، وقد اعتلاها السفير فوشيه والدكتور مهنّا بوجود أطفال النازحين، كما جرى الاطلاع على نشاط الوحدة التربوية، وجرى نقاش مع النازحين عن أوضاعهم واحتياجاتهم.
وبعد جولة في معتقل الخيام، عاين الوفد الخراب والدمار الذي حلّ في المعتقل الذي كان في الأساس قبل الحرب الأهلية، ثكنةً للجيش اللبناني، أسّسها الفرنسيون عام 1933 إبّان الإنتداب، واستمع إلى شرح مفصّل حول وسائل التعذيب التي كان يمارسها الإحتلال ضد المعتقلين.
كما زار الوفد مركز إبل السقي المتخصّص بتصنيع الصابون، والذي يعمل بالتعاون مع 350 امرأة، لينتج كميات من الصابون بألوان وعطور مختلفة، يتمّ تسويقُها في متجر متخصّص بالصناعات اليدوية، في مبنى مؤسسة عامل الرئيسي في المصيطبة. ولدى سؤال السفير فوشيه عن تقييمه للجولة الجنوبية الطويلة، أجاب باقتضاب: «ممتازة».