احتضن مسرح دوار الشمس مهرجاناً فنياً لأطفال مشروع “مدرستي أحلى” الذي تنفذه مؤسسة عامل الدولية – مركز عين الرمانة التنموي، بالتعاون مع وكالة التنمية والتعاون الأيطالية ومنظمة “بونتي بير”، ضمن برنامج التعليم والحماية الذي أطلقته في العام 2011 في إطار الاستجابة لانعكاسات الأزمة السورية على لبنان واللاجئين.
مئتي طفل وطفلة من سوريا ولبنان والعراق، قدموا لوحات فنية متنوعة، تدربوا عليها طيلة الشهر الماضي مع فريق عمل مركز عين الرمانة ومتطوعيه، وهي تحاكي ثقافاتهم وقضاياهم وأيضاً حبهم للحياة والسلام والفن، فأدوا سوية حلقة دبكة كبيرة تترجم تآلفهم وتناغمهم الذي بني ضمن المشاركة في المشروع، إضافة إلى مشهديات مسرحية ورقصات محترفة، ارادوا من خلالها ايصال صوت اطفال سوريا والمنطقة: نحن نحب الحياة ونستحقها.


وقد حضر إلى جانب فريق المشروع والمركز الذي كان إلى جانبهم يقوم بتشجيعهم ودعمهم، رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا وفريق ادارة مشاريع التعليم وحماية الطفل وتمكين الشباب، إضافة إلى ممثلة منظمة “بونتي بير” الايطالية السيدة انجيلا ماريوتي، وحشد من أهالي الأطفال ومستفيدي المركز من النساء والشباب.
وبطلب من الأطفال، ألقى د. مهنا كلمة، شكر فيها جهود العاملين الاجتماعيين والمشرفين على تدريب وتأهيل هؤلاء الأطفال الذين جاهدوا لاظهار مواهبهم ورغبتهم بالحياة والسلام العادل، وأضاف: “سأغتنم هذه الفرصة لأقول لكم أنه على الرغم من الوضع المأساوي الذي يعصف في العالم العربي والسودواوية وعدم التفاؤل، إلا أننا في عامل نرفع شعار التفكير الايجابي والتفاؤل المستمر وأنا شخصياً متفائل بمصير العالم العربي وهذا الجيل من الأطفال والشباب المحمل بقيم العدل والديمقراطية والتضامن كما ترون، سيحمل لنا التغيير نحو مستقبل أفضل”
واعتبر مهنا أن عامل تحاول تنشئة جيل ملتزم بقضايا الفئات الشعبية ومحب، ليقوم بدوره الاساسي في تحسين المجتمع والثقافة التي تحاصرنا، وشرح عن رسالة مؤسسة عامل الإنسانية التي يقودها الجيل الجديد، والتي قدمت حتى الآن مليوني ومئتي ألف خدمة للاجئيين السوريين و10 مليون خدمة للمجتمع اللبناني في مجالات الرعاية الصحية، والتعليم والحماية والتوعية ومناصرة حقوق الإنسان، بهدف تعزيز إنسانية الإنسان والدفاع عن كرامته بشكل أساسي.


وفي هذا السياق، أوضح مهنا أن مؤسسة عامل تقدم عبر 24 مركزاً منتشراً في كافة الاراضي اللبنانية و6 عيادات نقالة ووحدتي تعليم نقالتين ووحدة رعاية متنقلة لاطفال الشوارع و800 متفرغاً، تدخلات متعددة، أبرزها تمكين كافة الفئات الشعبية وخصوصا الفئات المهمشة، بناء على فلسفة ترتكز على نقاط خمس أساسية رافقت عامل طيلة مسيرتها وتتمثل بـ:

أولا، إن أي عمل إنساني لا يعمل مع الفئات الشعبية والمناطق المهمشة ويكتفي برفع الشعارات، لا يمكن أن يكون عملاً انسانياً، فلا ديمقراطية بدون تنمية “اشبع ثم تفلسف”.
ثانيا، إن أي عمل إنساني لا يكون جزءاً من النضال في سبيل تأمين الحقوق العادلة للشعوب وفي المقدمة قضية فلسطين ليس بالعمل الإنساني
ثالثا،ً إن أي عمل إنساني لا يناهض ازدواجية المعايير السائدة في التعاطي بين الشمال والجنوب ليس بالعمل الإنساني.
رابعاً، إن اي عمل إنساني لا يعمل من أجل توزيع عادل للثروات داخل كل بلد وحول العالم ليس عملاً إنسانياً، فمن غير المعقول أن يمتلك 20% من سكان العالم 80% من ثروات الأرض.
خامساً، إن اي عمل إنساني لا يناضل من أجل إقامة دولة العدالة الاجتماعية، الدولة المدنية الديمقراطية، حيث الإنسان هو الهدف وهو المحرك، لا يمكن أن يكون عملاً إنسانياً.
وفي الختام، توجه مهنا إلا الأطفال المحتفلين بعبارات التشجيع والنصيحة، قائلاً أن لا سعادة تضاهي سعادة التأثير ايجابا في المجتمع، وأنتم رسل لفكرة عامل في كل مكان في هذا العالم، ونحن نعول عليكم في بناء حياة أفضل للأجيال القادمة، وفي رسم المصير الأفضل الذي نتمناه للعالم العربي.