أطلقت مؤسسة عامل الدولية تقريرها السنوي 2015-2016، الخاص بالعمل مع النازحين السوريين في مجالات عدة، حيث قدمت المؤسسة حتى اليوم بعد 6 سنوات من الحرب في سورية، حوالي مليون وستمائة ألف تدخل مع هؤلاء النازحين في مناطق عدة من لبنان، بالتوازي مع عملها ومشاريعها المنفذة مع المجتمع المحلي منذ 39 عاماً.

جاء ذلك خلال نشاط “المرأة والحرب السورية” الذي أقامته المؤسسة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بحضور رئيس مؤسسة عامل ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان د. كامل مهنا الذي رحب بالاصدقاء وممثلي المنظمات الشريكة إلى جانب عدد من المهتمين والصحافيين وفريق المؤسسة.
وكانت كلمة لمهنا أكد فيها على تمسك عامل بالنقاط الخمسة التي تقود العمل الإنساني الصحيح، المتمثلة بالعمل مع الفئات الشعبية والمهمشة، ومحاربة ازدواجية المعايير بين الجنوب والشمال، والتوزيع العادل للثروات، إضافة غلى مناصرة قضايا الشعوب المحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأن يكون العمل الإنساني ملتزماً ببناء دولة العدالة الاجتماعية الديمقراطية، وأن يكون القطاع العام مراقباً للقطاع الخاص.

كما تحدث د. مهنا عن أهمية احترام كرامة النازحين واخراج العمل الإنساني من مفاهيم “التربح” والتجارة، معتبراً أن المهمة الأساسية لمؤسسة عامل تتركز في إحداث التغيير في حياة الناس والعمل معهم وتقديم القدوة في العمل بدلاً من الحديث في الفنادق والتحدث من طبقة فوقية عن الناس ومعهم.
كما شرح عن مشروع “منّا” الذي يروج لمنتجات المئات من النساء في مناطق لبنانية عدة، وعن فلسفة عامل التي تعتبر أن تمكين المرأة الاقتصادي الاجتماعي هو السبيل الوحيد لتحصين دورها في الاسرة وحفظ حقوقها الجندرية والإنسانية.
صورة و”لقمة طيبة”
وقد ارتكز النشاط على إظهار جوانب عدة من حياة المرأة عبر معرض صور استضافه محل “منّا” المخصص لبيع منتوجات النساء النازحات واللبنانيات اللواتي يتم تدريبهن ضمن مراكز المؤسسة. كما دُعي المشاركون لتذوق بوفة من الأطعمة المتنوعة التقليدية التي صنعتها أيدي النازحات السوريات في مركز عين الرمانة، فيما قامت “غالية” وهي إحدى النساء المستفيدات من مشاريع عامل بتقديم شرح مختصر عن تجربتها مع المؤسسة التي غيرت نمط حياتها ودورها في أسرتها قائلة: “أنا اتحدر من بيئة تمنع على المرأة الخروج من منزلها مطلقاً، ولكن نتيجة الحرب واضطرارنا للبحث عن إسناد، ومتابعتي مع مؤسسة عامل التي شذبت مهاراتي واعطتني فرصة الانتاج والكسب المادي نعها ومع منظمات شريكة لها، تغيرت نظرة أسرتي للموضوع وأصبحوا اكثر احتراماً لدوري ولأهمية العمل والانتاج”.
كما شرحت غالية أنها كغيرها من النساء المستفيدات من عامل، يخضعن مؤخراً لدورة طبخ في مركزي حارة حريك وعين الرمانة، تتيح لهم الفرصة لإيجاد وسيلة جديدة للانتاج المادي وفي الوقت ذاته لاستعراض مؤكلات مناطقهم التقليدية.