شهدت مدينة روما إطلاق الحركة الأورو-متوسطية للدفاع عن اللاجئين والمهاجرين في بلاد المنفى بقيادة مؤسسة عامل الدولية ومنظمة “ساموسوسيال“، وذلك خلال المؤتمر الذي  أقيم في مبنى “الكابيتول” بالتعاون مع بلدية روما ومنظمات محلية ايطالية، بمشاركة حوالي 150 من الفاعلين وصانعي القرار والمؤثرين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والعمل الإنساني، في أوروبا، ضمن قضية المهاجرين واللاجئين بشكل خاص.
وقد جاء هذا المؤتمر كخطوة استكمالية لسلسلة المؤتمرات التمهيدية بدأت في باريس  في تشرين الاول 2017، ومن ثم في أثينا في كانون الثاني، وفقاً لطرح عامل حول “اللامات الثلاث : لبنان، لامبادوزا، ليسبوس، كإنموذج للتضامن مع اللاجئين والمهاجرين” خصوصاً في ظل موت عدد كبير منهم خلال رحلة العبور في المتوسط، وسيادة الخطاب الانعزالي والفئوي في معظم دول الغرب وخصوصاً في أوروبا القلعة التي تقفل حدودها في وجه الهاربين من الموت.


وقد عرض المشاركون مداخلات وأوراق بحثية وتوصيات تتضمن حلولاً واقتراحات مستدامة لاستقبال المهاجرين وتهيئتهم للتكيّف والاندماج في المجتمع بشكل فعّال لا ينتقص من كرامتهم، حيث سيتم مشاركة هذه التوصيات خلال اجتماع رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا ورئيس منظمة “ساموسوسيال” د.اكسافيي إيمانويلي، مع البابا فرنسيس الذي يدعم هذه التوجهات الإنسانية، وخلال اللقاء مع الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تقديمها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وتنظيم لقاءات مماثلة في كل من بيروت وتونس لاحقاً، توخياً لتعميم ثقافة التصامن في مواجهة الانعزالية السائدة.


وقد شهد المؤتمر الذي استكمل في قاعة المعهد الثقافي الفرنسي- مركز سانت لويس مداخلات لعدد من المشاركين ركزت على ضرورة احتواء هذه الأزمة العالمية الكارثية، بمزيد من التضامن ومحاولة ايجاد حلول للحفاظ على أرواح المهاجرين واللاجئين وتحافظ على انسانيتهم.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية في المؤتمر، الذي افتتحت في مبنى الكابيتول (سالا ديل كاروتشو )، مداخلة  لكل من الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية ورئيس منظمة سامو سوسيال الوزير السابق اكسافيي إيمانويلي، ركزت على ضرورة اتخاذ اجراءات وقائية تنقذ العالم من توسع هذه الأزمة أو من نشوب أزمات شبيهة نتيجة عدم توازن النظام العالمي والخطاب العنصري السائد، كما شددا على حول دور مؤسسات العمل الإنساني في حماية المدنيين والمهاجرين، والضغط من أجل تصحيح السياسات التي تستخدمها الحكومات في التعامل مع قضيتهم، حيث ستقوم هذه الحركة بالمناصرة على الصعيد العالمي من أجل حماية إنسانية الإنسان والتصدي للعقليات المتحجرة في معالجة موضوع المهاجرين واللاجئين.
كما انتقد د. مهنا المواقف الأوروبية الانعزالية ضد المهاجرين، التي تتعارض مع المبادئ والشرعات التي تنادي بها هذه الدول، وخصوصاً المادة الثانية من اتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية، داعياً إلى المساهمة في تطبيق حلول سياسية للأزمات في العالم وإلى أنسنة القضايا وإعلان العام المقبل، عام التضامن مع اللاجئين ومع الإنسان في كل مكان من هذا العالم بغض النظر عن انتمائه أو لونه او جنسيته، وهي الفلسفة التي تنتهجها عامل في احتواء أزمة اللاجئين في لبنان وحماية المجتمع من الانفجار.
وقد صدر عن المؤتمر ميثاق عمل (مانيفيست) يضم خارطة العمل في المرحلة المقبلة، يحدد خطوات عملية واجراءات سيتم اتخاذها من أجل المناصرة العالمية في قصية المهاجرين واللاجئين. كما ستقوم مؤسستي عامل و”ساموسوسيال” بمباشرة العمل مع اللاجئين والمهاجرين في جزيرة ليسبوس اليونانية ومدينة لامبادوزا الإيطالية بالفترة المقبلة.
جدير بالذكر أن هذا المؤتمر قد نظم بدعم من بلدية روما ومساهمة الجمعية الثقافية “لورا لومباردو راديس”، وعامل  فرنسا، والمعهد الفرنسي- مركز سانت لويس ، ومنظمة “بونتي بير”، وصندوق اكزافييه إيمانوليلي للتمويل،إضافة إلى مؤسسة مجلس مواطني ومواطنات المتوسط.