اليوم العالمي للسرطان هو حدث سنوي ينظمه الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لرفع الوعي العالمي من مخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض والعلاج.
وتدعم منظمة الصحة العالمية هذه المبادرة، التي تهدف إلى جلب انتباه الناس على نطاق واسع إلى السرطان بوصفه أحد أكبر المشكلات الصحية في العالم. ويُعد السرطان من أهمّ مسبّبات الوفاة على الصعيد العالمي.
السرطان هو نمو الخلايا وانتشارها بشكل لا يمكن التحكّم فيه. وبإمكان هذا المرض إصابة كل أعضاء الجسم تقريباً. وغالباً ما تغزو الخلايا المتنامية النُسج التي تحيط بها ويمكنها أن تتسبّب في نقائل تظهر في مواضع أخرى بعيدة عن الموضع المصاب. ويمكن توقي العديد من السرطان بتجنّب التعرّض لعوامل الاختطار الشائعة، مثل دخان التبغ. كما يمكن علاج نسبة كبيرة من السرطانات عن طريق الجراحة أو المعالجة الإشعاعية أو المعالجة الكيميائية، خصوصاً إذا تم الكشف عنها في مراحل مبكّرة.
تشير تقديرات وزارة الصحة اللبنانية – السجل الوطني للسرطان ان عدد المضابين في العام 2015 تجاوز 13 الف مصاب في لبنان.
ومن المتوقّع أن يتسبّب هذا المرض في وفاة آلاف الاشخاص إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون ذلك. والسرطان ليس مجرّد مشكلة محصورة أساسا في البلدان الغنية. فإنّ أكثر من 70% من مجموع وفيات السرطان تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
الحرب ضد السرطان لا تتوقف عند تحديث قوائم الادوية، من قبل المنظمات الدولية. مروحة واسعة من الجهود البحثية تجري على مدار الساعة، من أجل تفطن الحالات السرطانية في مراحل مبكّرة وعلاجها والشفاء منها. إضافة إلى دراسة تفاعل السرطان مع المريض، في المراحل المتأخّرة من الإصابة، بهدف تخفيف معاناة المرضى بواسطة الرعاية الملطّفة .
يمكن الوقاية من نحو 40 % من حالات السرطان وذلك عبر:
توفير بيئة صحية خالية من الدخان.
أن تكون نشطا حركيا، وتأكل طعاما متوازنا، صحيا محتوي على سعرات حرارية منخفضة، وتجنب السمنة بدأ من مرحلة الطفولة.
حاول معرفة المزيد عن اللقاحات الخاصة بفيروسات أمراض مثل سرطان الكبد وسرطان عنق الرحم.
تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.


القائمة المُحدّثة للأدوية الأساسية
خلصت مقررات لجنة الخبراء في منظمة الصحة العالمية، إلى تعديل القائمة النموذجية للأدوية الأساسية، خلال اجتماع عقد في شهر آذار/ مارس 2017، في مقر المنظمة الرئيسي في جنيف. ونظرت لجنة من الخبراء في 92 طلباً مقدماً بشأن إضافة 100 دواء، تقريباً. وأضافت 55 دواءً منها، إلى القائمة النموذجية. أبرز الاضافات، تتعلق بالمضادات الحيوية التي يتعين إستعمالها لعلاج عدوى الالتهابات الشائعة. وتلك التي يتعين الاحتفاظ بها، لاستعمالها في أشد الحالات خطورة. تتضمن القائمة المُحدّثة للأدوية الأساسية، دواءين لسرطان الفم (داساتينيب ونيلوتينيب)، لأغراض علاج أنواع سرطان الدم النخاعي المزمن، التي أصبحت تقاوم العلاج العادي. وتبيّن من التجارب السريرية، أن مريضاً واحداً، حقّق معدل شفاء تام ودائم من المرض، من أصل كل مريضين يأخذان هذين الدوائين. إضافة إلى ضمادات الجلد الحاوية على الفنتانيل والميثادون، لتسكين آلام المرضى المصابين بالسرطان، لإيجاد الأدوية اللازمة لتقديم الرعاية في نهاية العمر. الحرب ضد السرطان لا تتوقف عند تحديث قوائم الادوية، من قبل المنظمات الدولية. مروحة واسعة من الجهود البحثية تجري على مدار الساعة، من أجل تفطن الحالات السرطانية في مراحل مبكّرة وعلاجها والشفاء منها. إضافة إلى دراسة تفاعل السرطان مع المريض، في المراحل المتأخّرة من الإصابة، بهدف تخفيف معاناة المرضى بواسطة الرعاية الملطّفة .


اقتفاء التشابكات الجينومية الخاطئة
يعمل سام بيغاتي في مجال البحث المتخصص في أمراض السرطان، من خلال مستشفى متخصص لسرطان الأطفال في لندن. نشر الباحث، مع مجموعة من زملائه، دراسة تبيّن تابعات الحمض النووي المأخوذ من جينومات ثلاث عينات من أورام الأطفال، جمعت في المستشفى على امتداد 165 عاماً. وتشير هايدي ليدفورد، في مقال نشر في دورية نايتشر، المتخصصة، أن هذه الخلايا التاريخية، تساعد في التعامل مع مشكلة حديثة، هي قلّة عدد عينات الأورام المأخوذة من أنواع السرطان النادرة، المتاحة للباحثين، كي يقوموا بوضع تسلسلها. عمل بيغاتي لسنوات طويلة في اقتفاء التشابكات الجينومية الخاطئة، التي يمكن أن تُفضِي إلى أنواع نادرة من سرطانات الأطفال، لكن ندرة الأدلة، كانت تشكل العقبة الاساسية أمام جهده الطبي والبحثي. في بحثه الجديد، قام الفريق البحثي الذي يرأسه بيغاتي، بتحليل ثلاث عينات: واحدة لسرطان يصيب العضلات، يسمى الساركومة العضلية المُخطَّطة؛ وأخرى لسرطان يصيب الأوعية الدموية، يُعرَف باسم الورم الوعائي الشعيري الخلوي؛ وثالثة لورم ليمفاوي. وبعد أن تحقق الباحثون من التشخيصات الأصلية باستخدام الشرائح المصبوغة، قام فريق بيغاتي باستخلاص الحمض النووي، من جزء كبير من العينات المتبقية. ووضع تسلسل 366 جينًا من كل عينة منها، فوجد طفرات مرتبطة بالسرطان في العينات الثلاث. ويأمل بيغاتي، أن تشكّل هذه العينات مادة أولوية لاستكمال البحث في ارشيف مستشفيات أخرى، خصوصاً، أن تقدم عمل المختبرات سيساعد من خلال الاجهزة الحديثة، على وضع تسلسل الحمض النووي والبروتينات، بشكل سريع؛ والتعرف على المستقلبات. ولكن إلى حينه، فإن هذا الباحث، مثل أي أثري ينقّب في حفرية، بحثاً عن حضارة ضائعة، سيكمل عمله في التنقيب عن بقايا أثرية لسرطانات الأطفال، علّه ينجح في دعم بحوث سرطان الأطفال وتطويرها.


سرطان الثدي والنقـائـل الورميّـة
في العام 2015 أجرت مجموعة من الباحثين، تحليلات إستعادية لأورام ثدي ناقصة الأكسجين لدى البشر، فوجدت أنها كانت مترافقة مع زيادة النقائل العظمية، في نوع فرعي فقط من ورم الثدي، هو النوع الذي لا تستجيب فيه المستقبِلات للإستروجين. ويهدف هذا البحث، إلى توضيح التفاعلات المبكرة، بين الخلايا السرطانية المنتشرة، أو منتجاتها القابلة للذوبان؛ والبيئة المكروية الجديدة. وهو شرط أساسي، لتطوير علاجات مستهدفة فعَّالة. على الرغم من الأبحاث المكثفة، ما يزال سرطان الثدي أحد الأسباب الرئيسة لوفيات النساء بمرض السرطان. وتنحصر أسباب الوفاة، بسبب سرطان الثدي تقريباً، في انتشار الورم إلى أعضاء بعيدة. وتُعَدّ العظام هي المكان الأكثر شيوعاً، لوجود النقائل المرتبطة بسرطان الثدي، حيث تصيب حوالى 80 في المائة من النساء، اللاتي يعانين من الأورام النقيلة. وتتصف النقائل العظمية عادة، باستعصائها على العلاج. وتشمل أعراضاً قاسية للمرض، منها الألم، إنهيار العظام، فرط الكالسيوم في الدم والأحداث المنهكة المتعلقة بالهيكل العظمي. وسبق أن أشارت دراسات عدة، إلى أن الأدوية التي تمنع تدمير العظام، تعدّ علاجات مشاركة فعالة لمنع النقائل العظمية. ومن المتوقع أن تؤدي الدراسة الجديدة حول أورام الثدي، إلى اكتشافات جديدة، لاشتراك إنزيم أوكسيديز الليسيل، الذي تفرزه خلايا سرطان الثدي المحرومة من الأكسجين، في تكوين أنسجة العظام المعطوبة. وهو ما يسبق ويسهّل انتشار خلايا السرطان، إلى العظام.


حويصلات تسهّل انتقال خلايا السرطان
تحفل الدرويات العلمية، بدراسات طبية أنجزها الباحث الياباني هوشينو، الذي درس دور الحويصلات المنبثقة عن الأمراض السرطانية، في القيام بهجوم إستباقي على أعضاء مختلفة من الجسم، قبل إنتقال الورم من منطقة إلى أخرى. ويعتبر إنتشار الخلايا السرطانية، من موقعها الأساسي عبر مجرى الدم، إلى أعضاء بعيدة، من ضمن الأسباب الرئيسة للوفيات المرتبطة بالسرطان. إكتشف هوشينو أن هذه العملية ليست عشوائية، حيث تسعى مجموعات معينة من الخلايا السرطانية، نحو أعضاء معينة وتستعمرها، تحت سيطرة مجموعة من البرامج الجزيئية. ويشمل هذا التوجّه ضمنياً، تفاعلات بين الخلايا السرطانية الهاربة من الورم الرئيس، التي تُعرَف أحياناً بالبذور. وتوصل هوشينو، إلى إمكانية تأثير هذه البذور على التربة، قبل وصولها إليها، عن طريق إرسال حويصلات خلوية خارجية، تُسمى “الإكسوسومات”، تعمل على التحضير المسبق لأعضاء معيّنة، كي تغزوها النقيلة. ويقول الباحث، أنه ما يزال هناك الكثير مما يجب فهمه، عن الدور المذهل الذي يمكن أن تلعبه الإكسوسومات المستهدفة لأعضاء بعينها، في تخصيب تربة مناسبة للأورام النقيلة، في أنواع السرطان المختلفة في البشر.